النهار

معرض "محادثات" للفنان غازي الباقر في بيروت...يحاكي الواقع بألوان صاخبة
رنا حيدر
المصدر: "النهار"
معرض "محادثات" للفنان غازي الباقر في بيروت...يحاكي الواقع بألوان صاخبة
من المعرض.
A+   A-
كان لكورونا جانب إيجابي، فاستغلّ كثيرون فسحة ملازمة المنزل والعزلة لتحقيق تطوّر في هوايات أو أعمال معيّنة. غازي الباقر ممّن كانوا يحملون حنيناً مستمرّاً إلى زمن كان يشغلهم فيه التواصل. بالرغم من شخصيّته المنطوية، استثمر الانطواء بإيجابية، واستهل مشروعه الفني "محادثات". في عزلته بدأ يتخايل سيناريوهات تحمل لغات ورسوماً متنوّعة، ثقافيّة وسياسيّة، وحتى غراميّة.
 
بعد عامين من العمل الدؤوب، يعرض الباقر ثلاثين قطعة فنية في معرض مارك هاشم في بيروت لغاية 20 أيار، مع لوحات تحاكي رؤيته الفنية، وقصصاً من حياتنا اليومية.
وفي حديث لـ"النهار" يكشف لنا عن رحلته في سبيل ابتكار فنّه.

كان الباقر قد لامس واقعاً صعباً خلال فترة كورونا، إذ تبيّن له أن تطوّر البشر يعتمد بشكل أساسيّ على المحادثات، لافتاً إلى أنّ "حياتنا تعتمد على تواصلنا مع الآخر، وهذا ما حاولت إيصاله".
 
(Pleasantries)
 
يتضمّن المعرض 12 لوحة مرسومة بألوان صاخبة، و16 أخرى مرسومة على الورق. وتختلف المواضيع التي تحملها كلّ واحدة منها، من أحاديث ثقافيّة وخطاب سياسيّ وصولاً إلى موعد غراميّ.
 
 
 
وكان الباقر قد لجأ إلى الفنّ كوسيلة للتعبير أو كـ"فشة خلق"، بعد أيام طويلة من العمل كمهندس معماريّ، فلاقى عمله إقبالاً شديداً، وبدأ يعرض فنّه في كلّ من أوروبا، أميركا والشرق الأوسط، ليصبح أوّل فنان لبنانيّ يعرض لوحاته في متحف "ريجكس" في أمستردام، حيث تمّ عرضها في قاعة الشرف، فضلاً عن معرض "فنّ ميامي" لعام 2023 في الولايات المتحدّة.
(how do you do, Descartes)
 
عن استخدامه الألوان الصاخبة والنابضة، يقول الباقر إنّ السبب الرئيسيّ هو محاولة إيصال رسالة جديّة لجذب الجمهور بواسطة الألوان، مضيفاً: "أخفي المعنى الدراماتيكي من خلال الألوان الفرحة والأشكال الكبيرة الضخمة التي تخطف أنظارهم، إذ إنّي أحاكي الواقع بها. هذه هي حيلتي المعتمدة".

(what's love)
 
وأشار الباقر إلى أنّ "الرسمات ترسخ في أذهان الجمهور بفضل ألونها القويّة؛ فحين ندقّق بالتفاصيل نجد أنّها ليست جمالية فحسب بل لديها معانٍ مبطّنة، وفي بعض الأحيان تكون سياسية".
 
وأضاف "مدرستي الفنيّة لا تتقيّد بنوع معيّن، لكنها أميل أكثر إلى المدرسة الانطباعية الجديدة التي تسمح لنا بالتعبير عن فننا بالطريقة التي نريدها. وكأسلوب لا أصنّفه ضمن أيّ مدرسة، لأنّ ما يهمّني هو ترجمة أفكاري على قطعة فنيّة".

(you never take me anywhere)
 
واليوم، يستمر إرث الباقر بالتطوّر في عالم الفن، مع قطع تعكس البساطة المتناقضة والتعقيد الذي يراه في الحياة اليومية بنكهة صاخبة.
(The art of Monologue)

اقرأ في النهار Premium