أخذ "مهرجان الشارقة القرائيّ للطفل" زوّار دورته الـ13، من الكبار والصّغار، إلى عالم مُدهش من المتعة والتعلّم واللّعب، فتحوّلت قاعات مركز "إكسبو الشارقة" إلى مساحة مفتوحة لاكتشاف المواهب والإبداعات والفنون، حيث خصّص المهرجان، الذي اختتم فعالياته أمس الأحد 22 أيار، منصّات لسلسلة من الورش الفنيّة، والرياضيّة، والتكنولوجيّة، والموسيقيّة...
وجسّد المهرجان، الذي حمل هذا العام شعار "كوّن كوّنك"، رؤية الشارقة تجاه الاستثمار في الأجيال الجديدة وتطوير المهارات والإبداعات، إذ جمع 112.350 ألف زائر في فضاء واحد، وسط حكايات وقصص وعلوم ومعارف قدّمها 139 ناشراً، بحضور ومشاركة نخبة من الكتّاب والفنّانين والمُبدعين من مختلف أنحاء العالم.
وتوّج المهرجان جهوده للنهوض بصناعة الكتاب في المنطقة والعالم بمكرمة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الذي وجّه بتخصيص 2.5 مليون درهم لتزويد مكتبات الشارقة بأحدث الإصدارات من الكتب العربيّة والأجنبيّة التي عرضها المهرجان.
أوّل مؤتمر للموزّعين
وفي إضافة نوعيّة جديدة إلى برنامج المهرجان، شهدت دورة هذا العام انعقاد أوّل مؤتمر من نوعه في العالم بعنوان "مؤتمر الموزّعين الدولي"، الذي نظّمته "هيئة الشارقة للكتاب" بمشاركة 385 موزّعاً وناشراً وبائع كتب من 56 دولة، ناقشوا حاضر قطاع توزيع الكتاب والآفاق المستقبليّة لتطوير آليات التوزيع، عبر سلسلة جلسات وورش مهنيّة على مدار يومين، ضمن جهود إمارة الشارقة للارتقاء بمنظومة صناعة الكتاب ودعم الناشرين والموزّعين على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.
منصّات نوعيّة
ونظّم المهرجان على مدار أيّامه أكثر من 1900 فعالية، تنوّعت ما بين عروض مسرحيّة وفنيّة وورش إبداعية وجلسات حواريّة، ناقشت قضايا وموضوعات تتناول حاضر ومستقبل أدب الطفل، وتطوير المحتوى الإعلاميّ الموجّه إلى الأطفال واليافعين عبر الوسائل المختلفة، التي شملت 120 فعالية ثقافية، و130 عرضاً فنياً ومسرحياً، و1140 فعالية للطفل، منها 750 ورشة عمل، قدّمها 11 ضيفاً من 14 دولة.
أحمد العامري: بناء أجيال جديدة مهمّة ليس لها تاريخ انتهاء
وفي ختام المهرجان، قال سعادة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب: "إن مهمة بناء أجيال جديدة تملك أدوات المعرفة، وتعرف قيمة الكتاب، وقادرة على المساهمة في نهضة بلدانها، مهمّة متواصلة، وليس لها تاريخ انتهاء؛ وهي جوهر أيّ مشروع حضاريّ يعرف مراكز قوته؛ لهذا نحن في الشارقة نمضي بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ورعاية قرينته، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، لتظلّ جهود المهرجان وأثره متواصلين طوال العام، وتبدأ من الشارقة وتمتدّ لتصل إلى مختلف بلدان المنطقة والعالم".
وختم بقوله: "حقّقنا في دورة هذا العام من المهرجان العديد من أهدافنا وتطلّعاتنا التي نرمي من خلالها للارتقاء بأدب الطفل في منطقتنا العربيّة والعالم بشكل عام. واليوم، مع إسدالنا الستار على هذا الحدث، تنطلق رحلة الاستعداد لاستقبال أحداث وفعاليّات جديدة تحتضنها إمارة الشارقة، تماشياً مع رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي جعل من العناية بثقافة الإنسان وفهم الآخر والحوار معه، عبر القراءة وتذوّق الفنون الهادفة، وسيلةً للارتقاء بالذات وبناء المشروع الحضاري للأمة. وإنّ الاهتمام بثقافة الطفل يأتي في مقدمة هذا التوجّه الراسخ".
من جانبها، قالت خولة المجيني، المنسّقة العامّة لمهرجان الشارقة القرائي للطفل: "مع ختام كلّ دورة من دورات المهرجان، نقرأ التحوّلات والمتغيّرات التي تمرّ بها الأجيال الجديدة على مستوى آليات حصولهم على المعرفة، وتطلّعاتهم في التعلّم، وأكثر ما يُثير اهتمامهم؛ وهذا يضعنا أمام تصوّر أكثر وضوحاً للدورات المقبلة من المهرجان. ففي هذا العام كان التعليم التفاعليّ والمعرفة المرتبطة باللعب هي السّمة العامة لبرنامج ورش وأنشطة المهرجان، تجسيداً لشعار المهرجان، الذي يرتبط بفعل القراءة بمفهومها الواسع، ويشمل الكتب وتأمل الرسوم وتذوّق العروض الفنيّة، وتشجيع الأطفال على تنمية مواهبهم الإبداعيّة بالاستفادة من كافة منابع المعرفة وأشكالها".
نخبة من المبدعين والفنّانين الإماراتيّين والأجانب
استقبل المهرجان هذا العام نخبةً من المبدعين والكُتّاب والفنّانين الإماراتيّين والعرب والأجانب، إذ شارك 43 ضيفاً من 21 دولة حول العالم في تقديم 120 فعالية ثقافية، بينهم النجم المصريّ محمد هنيدي، الذي قدّم العديد من الأعمال الأدبيّة للأطفال؛ ومخرج الأفلام والرسّام الأميركي كايل بالدا، مخرج ورسام الرسوم المتحرّكة لفيلم Minions الشهير، إلى جانب عدد من المؤلفين والكُتّاب من كل من الإمارات، ومصر، ولبنان، والعراق، والبحرين، وتونس، والولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وإيرلندا وفرنسا وإيطاليا وروسيا، وغيرها.
وحفلت فعاليات المهرجان المتنوّعة بمناقشة أبرز قضايا الثقافة والإبداع والنشر الخاصّة بالأطفال، إلى جانب أنشطة أخرى كمحطة التواصل الاجتماعيّ، التي استضافت 8 مبدعين من مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي، والمتخصّصين في صناعة المحتوى الإبداعي والمعرفي، الذين قدّموا 25 فعالية وورشة متنوّعة. وكان هناك ركن الطهو الذي شهد تنظيم 30 فعالية، بمشاركة 8 طهاة من 7 دول، في حين استضافت منصّات عرض الكتب 139 دار نشر من 15 دولة عربيّة وأجنبيّة، شملت دور نشر من دولة الإمارات، ولبنان، وسوريا، والأردن، ومصر، والولايات المتحدة، والكويت، وقطر، والسودان، والمغرب، والهند، وكندا، والمملكة العربية السعودية، والعراق وغيرها.
معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل
وشهد المهرجان كذلك تنظيم الدورة الـعاشرة من "معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل"، بمشاركة 296 رساماً من 48 دولة عربية وأجنبية، منهم 77 مشاركاً من المنطقة العربية، و219 من دول أجنبية. وشهد المعرض تنشيط 23 ورشة عمل فنيّة، فيما شارك في منصّة صنّاع كتاب الطفل "أفق" أكثر من 50 من دور النشر العربية والرّسّامين الإماراتيين والعرب والأجانب من 12 دولة.
ونظّم المهرجان مسابقة "فارس الشعر" السنويّة، بالتعاون مع المكتب الثقافيّ والإعلاميّ في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، بهدف اكتشاف المواهب في فنّيات الإلقاء وتعزيز الذائقة الأدبيّة لديهم.