النهار

"معرض الاكتشافات"... "آرت دبي" يُحاكي فنون العالم بنسخته الـ16 في آذار
بتول بزي
المصدر: "النهار"
"معرض الاكتشافات"... "آرت دبي" يُحاكي فنون العالم بنسخته الـ16 في آذار
من فعاليات معرض "آرت دبي" عام 2022".
A+   A-
قد يُخالف الفنّ بفرادته مبادئ الحياة. ليس التجديد دوماً الهدف الأساس للفعاليات الفنية. التكرار أيضاً دليل صحيّ على مصداقيّة ما يقدّم، وهذا ما انكبّ القائمون على معرض "آرت دبي" لتوظيفه، منذ تأسيسه عام 2007، حتى أضحى استمرار مشاركة الفنّيين الكبار، من موسم إلى آخر، عنواناً بارزاً للنجاح.

أثبت "آرت دبي" قدرته على جمع العالم ضمن منصّة ثقافية مبدعة. ومع عودته في مطلع آذار بموسمه الـ16 توالياً، يغدو هذا المعرض لاعباً مهمّاً على خريطة العالم الفنية، جغرافيّاً وثقافيّاً، بين الشرق والغرب والشمال والجنوب.
 
 
بين الأول من آذار والخامس منه، في مدينة الجميرة بإمارة دبي، سيكون الجمهور على موعد مع ما يُمكن تسميته "معرض الاكتشافات" من "آرت دبي"، إذ يكتشف الزائرون مقتنيات لم يتعرّفوا عليها سابقاً في فعاليات مماثلة.
دأب القيّمون على المعرض، طوال أشهر من التخطيط والتنسيق، على "مسح" العالم والشرق الأوسط، لتقييم أفضل الأعمال الفنية بالطريقة المُثلى، وحشد أهمّ المبدعين ضمن مساحة فنية جامعة.
 
في إحاطة لـ"النهار" حول محتوى المعرض، تكشف المديرة الإقليمية لـ"آرت دبي"، هالة خياط، أنّ أعمالاً فنية ستُعرَض بغياب مالكيها. فالفن لا يُقرن بشخص فقط ولا بزمان أو مكان، بل هو هوية تُمثّل مجتمعاً بأكمله. من المشاركين في المعرض، "غاليري أجيال" لصالح بركات، والذي يُقدّم أعمال الفنان السوري الراحل نزار إسماعيل، بعد جهد لجمع أبرز مقتنياته الفنية لسنوات من أرشيف العائلة وبين زوايا السوق، والسعي لتقديمها برؤية جديدة في دبي.
 
 
مَن يقصد المعرض مِن أيّ بقعة في العالم سيجد عملاً فنيّاً يمثّله؛ فمنصة "آرت دبي" أضحت "عالمية"، وفق توصيف خياط، بمشاركة أكثر من 130 صالة عرض "معاصرة وحديثة ورقمية" من أكثر من 40 دولة، في الفعاليات، منها: لبنان، لندن، باريس، الفيليبين، نيودلهي، نيويورك، سنغافورة، سيدني، بلغراد وطهران وغيرها، وهذا ما يعكس "مرآة دبي للعالم"، في حين استقطب هذا الموسم أيضاً أكثر من 30 مشاركاً للمرة الأولى.
 
شكّل نجاح تجربة "آرت دبي ديجيتال" العام الماضي نواة لاستقطاب طاقات شبابيّة خلّاقة إلى عالم الفنون التقليديّة، وانجذاب الفنانين المحترفين القدامى لاكتشاف عالم "الديجيتال" من جهة أخرى.
بحسب خياط، دفعت التكنولوجيا الشباب "لاكشتاف اللوحات القديمة، وبناء جسر ما بين الفن التقليدي والحديث، ممّا يصبّ في أهداف "آرت دبي" للتأثير في الجمهور".
 
 
ومع مزج الفنون التقليدية بالتكنولوجيا الرقمية، لم يَعُد أسلوب "الديجيتال" ببعيد من العمل التقليدي للفنانين، إذ تؤكد خياط أنّه "يُعَدّ طريقة تعبير لنهج جديد من الفنانين عبر (لغة الكمبيوتر)، تماماً كاستخدام أسلوب قلم الرصاص أو الأغريليك والألوان الزيتية". وتضيف: "اليوم باتت لدينا نظرة شاملة حول "الفنون الديجيتاليّة"، وليس فقط عبر "NTFs"، بل ثمة فنّانون استخدموا الكمبيوتر في فنّهم منذ ابتكاره، وواكبوا تطوّره، وصولاً إلى دخول عالم (الميتافيرس)".
 
هالة خياط، المديرة الإقليمية ل"آرت دبي"
 
 
هذه النسخة من "آرت دبي" تُخاطب أجيال المجتمع كافّة، حيث تضمّ مشاريع عديدة كـ"آرت دبي كوميشين"، "برنامج الأطفال"، "كامبس آرت دبي"، وغيرها، وهو ما يصبّ في رؤية حكومة الإمارات الثقافية، التي هيّأت لقاطنيها مناخاً خلّاقاً للإبداع، يُناسب التنوّع العالميّ للفنّانين والحضور. وقد لمس القيّمون على المعرض "دعماً حقيقيّاً للصناعة الثقافية" في دبي، إذ تلفت خياط إلى أنّ "المعرض لا يقتصر على عرض فنّان للوحته وبيعها، بل لمثل هذه الفعاليات تأثير حقيقيّ في كلّ أقطاب المجتمع ضمن القطاع الثقافي وخلق حركة اقتصادية للمدينة".
 
 
إذن، تفتح دبي، في الأيام المقبلة، أبوابها للفن التقليدي والمعاصر بأوجه متعدّدة، وبأبعاد تُحاكي الإحساس الإنساني للفنان حول الحبّ، الجوع، الحرمان، اللجوء، الهوية، الانتماء، وسط تأكيد على أنّ "للمعارض رسالة هادفة ولغة وقضيّة، لا تنفصل عن بلد دون آخر".
 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium