نظّمت كلّية الموسيقى وعلم الموسيقى في الجامعة الأنطونيّة حفلًا موسيقيًّا حول فنّ التقسيم، في دير سيّدة الزروع في الجامعة، بحضور رئيس الجامعة الأب ميشال جلخ.
الحفلة الموسيقيّة التي أحياها عميد كلّية الموسيقى وعلم الموسيقى الدكتور نداء أبو مراد على آلة الكمان والمحاضر في الكلية عينها غسّان سحّاب على آلة القانون، تمحورت حول فنّ التّقسيم، وهو الشكل الأسمى من الارتجال العزفيّ على أساس مقامات التقليد الموسيقيّ الفنّيّ المشرقيّ، التي تشكّل جوهر الألحان في هذه البُقعة من العالم.
وفي التفاصيل، تشكّلت حفلة "تقاسيم من مقامات المشرق" من وصلات عدّة، كلّ واحدة منها مبنيّة في أحد المقامات الرئيسة السبع (الراست والبيّاتي والسيكاه والجهاركاه والعشّاق والحجاز والصبا) وتخلّلها ارتجال لفقرات من التقسيم المُرسل ومن التقسيم الموقّع دوريًّا ومن التحميلة، وذلك بالتواتر بين الكمان والقانون وبالتناوب مع بعض الفقرات القصيرة من مؤلّفات عصر النهضة العربيّة.
وقد أخذ هذا البرنامج الغني والأداء الراقي والاحترافي، الجمهور في رحلة موسيقية إلى تقاليد الموسيقى المشرقية ومقاماتها.
إشارة الى أن فنّ التقسيم العزفيّ، فنَّ التقسيم الصوتيّ (المعتمِد على الصوت البشريّ)، يتجلّى في التلاوة المرنّمة للآيات الكتابيّة وفي ترنيم القصيدة وغناء الموّال. ويعتمد التقسيم (في شِقّيه الصوتيّ والعزفيّ) على نحوٍ توليديّ موسيقيّ يحبُك ابتكارَ اللحن من رَحم المقامات بابتكارِ الإيقاع من رَحم أوزان لسان الضادّ. ويبقى أَثَر بحور الشعر العربيّ حيًّا في بنية عزف التقسيم، بحيث يشكّل التقسيم العزفيّ صنفًا من التلاوة المرنّمة لشعر ضمنيّ افتراضيّ.