النهار

"أسبوع دبي للتصميم" يُطلق نسخته التاسعة... محطة عالمية للتميُّز ومشاركة لبنانية
بتول بزي
المصدر: "النهار"
"أسبوع دبي للتصميم" يُطلق نسخته التاسعة... محطة عالمية للتميُّز ومشاركة لبنانية
الباحة التي توصل الى فعاليات المعرض. (أرشيفية)
A+   A-
يطلّ الإبداع مرة جديدة من بوابة الإمارات الثقافية، بعدما حافظ "أسبوع دبي للتصميم" على نجاحه المستدام عاماً تلو الآخر، تاركاً بصمة سنوية في روزنامة المعارض العالمية. سيشهد المعرض مرة جديدة، مع انطلاقه في 7 تشرين الثاني، تجمّعاً كبيراً لمئات المبدعين من جميع أنحاء العالم، حملوا في جعبتهم أفكاراً خلّاقة، وسافروا بها عبر الحدود، من بلدانهم نحو إمارة دبي، لتشاركها في واحد من أكبر التجمّعات الإبداعية العربية والأجنبية.

ترعى رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم فعاليات "أسبوع دبي للتصميم 2023" التاسعة، والتي تعود لتتصدّر المشهد في حي دبي للتصميم (d3)، مع مجموعة غنيّة من المعارض والأنشطة. يتطلّع المنظّمون إلى استقطاب أكثر من 150 ألف زائر، بما في ذلك المهندسون المعماريون والمصممون والمفكّرون والمؤثرون من المنطقة والعالم، ما يرسّخ مكانة دبي، عاصمة للتصميم والإبداع في منطقة الشرق الأوسط، ضمن شبكة "اليونسكو" للمدن العالمية المبدعة.
 

باعتباره الحدث الرئيسي لـ"أسبوع دبي للتصميم"، يُتوّج معرض "داون تاون ديزاين" عشريّته الأولى هذا العام، لتشكّل هذه النسخة "منعطفاً بارزاً في إحياء الذكرى السنوية للمعرض، مع عقد كامل من إبداعات التصاميم المعاصرة"، وفق ما تصف ميت ديجن ــ كريستنسن، المديرة التنفيذية لـ"داون تاون ديزاين".

في حديثها الخاص لـ"النهار"، قبيل انطلاق المعرض مطلع الأسبوع المقبل، تقول كريستنسن إنّ "المعرض يحتفل بمرور عقد على انطلاقته، ليصل بذلك إلى مركز المشهد الثقافي لفنون التصميم في الشرق الأوسط، إذ يسعى إلى إقامة علاقات وثيقة بين جماهير الأعمال والتجزئة والعلامات التجارية والمصممين المستقلين والاستوديوات، ما يُسهم في ترسيخه كمنصة لتوثيق شبكة المعارف بشكل سنوي، ويؤدّي إلى تعزيز الفرص الهادفة للعارضين والزوار معاً".
 

سيضم "داون تاون ديزاين" أكثر من 300 مشارك يُقدّمون إبداعاتهم الفنية على مساحة عرض واسعة، تضمّ أحدث المجموعات ومنتجات التصميم المبتكرة لعدد من أشهر العلامات التجارية والأكثر رواجاً حول العالم، إلى المصممين والاستوديوات من المنطقة وخارجها، لعرض تصميمات محدودة الإصدار. وتوازياً، لا يغفل المنظّمون عن تخصيص منصّة للنقاشات وورش العمل مع مؤثّرين إقليميين ودوليين متخصّصين في صناعة التصميم والمعارض الموقّتة والتجارب الإبداعية.

ما يُميّز هذا المعرض هو اختزال العالم على بساط واحد وفي زمان واحد. سينضّم مئات رواد الإبداع بين 7 و13 تشرين الثاني إلى فعاليات "دوان تاون ديزاين"، لدمج الثقافات العربية والغربية وتبادلها، نذكر منها: أوستراليا، سنغافورة، المملكة العربية السعودية، جنوب أفريقيا، البرتغال، النمسا، إيطاليا.
 
هذا التنوّع بالمشاركين "يُعد أحد المعايير الارتكازية التي نقيس من خلالها درجات النمو سنويّاً"، وفق كريستنسن، التي تؤكد أنّه "لا ننظر فقط من منظور زيادة المشاركين الدوليين، مثل إيطاليا وفرنسا، بل من منظور مشاركات متنوّعة من جميع أنحاء المنطقة بالإضافة إلى دول أجنبية".
 

للبنان حصة إبداعية وازنة أيضاً، فقد اعتاد القائمون على "أسبوع دبي للتصميم" أن تحجز الثقافة اللبنانية مقعداً ثابتاً لها بين المشاركين، برغم الظروف الاستثنائية التي مرّ بها البلد على مدى أعوامه الأخيرة.

وهنا تكشف كريستنسن لـ"النهار" عن عودة المصمّم فادي سريديان هذا العام، لإطلاق مجموعة جديدة بعنوان "ستونهنغ". كما سيعرض الثنائي "ديفيد/نيكولاس" الشهيران مجموعاتهما مع "سي سي-تابيس" وإيوان مكتبي، و"بيت كوليكتيف"، المنصة الفنية لتعزيز التعاون بين اللبنانيين الحرفيين والمصممين العالميين، بهدف الحفاظ على الحرف اليدوية القديمة ودمجها مع اللمسات الجمالية الحديثة. ومن ضمن المساهمات اللبنانية، ستكشف العلامة التجارية الرائدة عالمياً "كوهلر" عن إطلاق منتج جديد للمصممة ندى دبس.

ومن المفاجآت التي ينتظرها المعرض، استقبال العارض "فايم كوليكتيف" (فنانة الشرق الأوسط) الذي يُقدّم أعمالاً محدودة الإصدار لمصمّمين مشهورين، بعضهم لبنانيون، مثل كارلا باز.

يُثبت "أسبوع دبي للتصميم" من جديد أنّه ركن أساس من أركان الدورة الثقافية في الإمارات، إذ تشدّد كريستنسن  على الشراكة بين "حي دبي للتصميم" و"دبي للثقافة" على مدار العام، للتأكد من أنّ "برامجنا توفر منصة للمواهب الناشئة والرائدة، محليّاً وإقليميّاً، فضلاً عن تلبية متطلبات السوق التي تتمتع بها دبي كمركز عالمي للفنون".
 

هذا الدور الريادي للمعارض السنوية في الإمارات، يصفه المدير التنفيذي لقطاع الفنون والآداب في "دبي للثقافة"، الدكتور سعيد مبارك بن خرباش، بـ"المحوريّ في توسيع آفاق الابتكار محلياً وإقليمياً وعالمياً"، معتبراً أنّه "ركيزة أساسية في خارطة طريقنا الاستراتيجية".

كما يؤكد بن خرباش التزام "دبي للثقافة" وحرصها على "دعم أصحاب المواهب الإبداعية وتمكينهم وصقل مهاراتهم ودفعهم نحو الأمام، ما يساهم في تعزيز قوة الصناعات الثقافية والإبداعية، ويحقق رؤية دبي الثقافية الهادفة إلى ترسيخ مكانة الإمارة مركزاً عالمياً، حاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب".

إذن، دبي والمنطقة على موعد مع فسحة إبداعية جديدة هذا الشهر، فـ"أسبوع دبي للتصميم" بات بمثابة تكريم سنوي للمصمّمين الموهوبين والمبدعين لتسليط الضوء على مواهبهم ومهاراتهم، من الإمارات إلى العالم العربي والعالم.
 

اقرأ في النهار Premium