النهار

ألف عام من التأثير البيزنطي على الفن الإفريقي المسيحي في متحف متروبوليتان نيويورك
المصدر: "النهار"
ألف عام من التأثير البيزنطي على الفن الإفريقي المسيحي في متحف متروبوليتان نيويورك
من الأعمال المعروضة في المتحف. (أ ف ب)
A+   A-
يعرض متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك 200 عمل تعود إلى العصور القديمة والوسطى، من بينها فسيفساء وجداريات ومجوهرات ومخطوطات تعكس ألف عام من تأثير الإمبراطورية البيزنطية على المجتمعات المسيحية في مصر وتونس وإثيوبيا.

ويجمع المتحف أحجاراً كريمة من مجموعات من إفريقيا وآسيا وأوروبا لمعرض "إفريقيا وبيزنطة" الذي افتتح أمس الأحد ويستمر حتى الثالث من آذار المقبل.

ونظّم المتحف عرضاً مسبقا هذا الأسبوع للصحافة في حضور شركائه وهم الحكومتان المصرية والتونسية وأقدم دير قبطي أرثوذكسي في العالم، دير سانت كاترين في سيناء في مصر.

ويسلط معرض "إفريقيا وبيزنطة" الذي يجمع كنوزاً فنية ودينية وأدبية وأثرية، الضوء على تأثير الإمبراطورية البيزنطية من عاصمتها القسطنطينية التي كانت بيزنطة سابقاً وتسمى الآن إسطنبول، على المسيحية التي انتشرت في القرن الإفريقي من القرن الرابع إلى القرن السابع.
 


ووفق الرئيس التنفيذي لمتحف متروبوليتان للفنون، ماكس هولاين، فإن الهدف من هذا المعرض هو "تعميق معرفتنا بالفن البيزنطي والفن المسيحي المبكر في إطار رؤية أوسع للعالم".

واعتبرت القائمة على المعرض أندريا آشي أن المعرض يوضح كيف "ازدهرت المجتمعات المختلفة المرتبطة ببيزنطة داخل الإمبراطوريات والممالك الإفريقية خلال أكثر من ألف عام" لا سيما في "الحضارات المسيحية الإفريقية الأولى".

كما تشهد أعمال أخرى محفوظة في شكل استثنائي وتعود إلى الفترة الممتدة من القرن الثامن إلى القرن الخامس عشر، على تأثير بيزنطة على فنون المجتمعات والممالك المسيحية في تونس ومصر وإثيوبيا والسودان حتى سقوط القسطنطينية عام 1453 والتي أصبح اسمها إسطنبول بعد الفتح العثماني.

وسيتمكن الزوار من رؤية مخطوطات مرسومة ومنسوجات وفسيفساء رخامية وعاجيات منحوتة من النوبة ومجوهرات ذهب من مصر ولوحات جدارية، علماً أن عدداً كبيرا منها يعرض للمرة الأولى في الولايات المتحدة.
 
وأشار المتحف إلى أن القطع التي يشملها المعرض تستكشف الروابط بين المجتمعات الثقافية والمتعددة الأديان من البحر الأبيض المتوسط حتى البحر الأحمر، وتمزج بين التقاليد اليونانية والرومانية والبيزنطية والمسيحية واليهودية.

وقالت وزيرة الشؤون الثقافية التونسية حياة قطاط القرمازي لوكالة فرانس برس، إن هذه القطع تظهر للعالم "التراث الثقافي الغني لبلادها الذي هو نتيجة مزيج من الحضارات المختلفة التي احتلت البحر الأبيض المتوسط" إلى جانب "خلفية إفريقية محلية".

وحظي المعرض بمباركة شخصية من المطران الأرثوذكسي داميانوس من دير سانت كاترين في سيناء الذي قال ملمحاً إلى الأزمات الحالية في الشرق الأوسط: "يقدم لنا (المعرض) فرصة للتذكير بعالمية بيزنطة التي كانت توفر الحرية والوحدة والمصالحة والاحترام والسلام... السلام الذي نحتاج إليه بشدة في عالمنا اليوم".
 

اقرأ في النهار Premium