ألغت جامعة إنديانا الأميركية معرضاً للفنانة التشكيلية الفلسطينية سامية حلبي المعروفة بلوحاتها التجريدية الحاملة بعناوين الكثير منها قضية فلسطين وشعبها.
ولدت حلبي في القدس قبل أن تتنقل مع عائلتها الى بيروت بسبب النكبة، وبعدها سافرت الى الولايات المتحدة لتستقر هناك.
تُعتبر سامية حلبي أحد الرموز الرائدة في الفن التجريدي وفن الديجيتال الحركي، وكان لها تجارب تعاون مشتركة مع عازفين موسيقيين قامت بتحويل موسيقاهم إلى لوحات فنيّة باستخدام الحاسوب أمام الجمهور مباشرة. ولسامية حلبي تجربة مهمّة في التعريف بالقضية الفلسطينية والدفاع عن حق العودة.
منشور شاركته حلبي على صفحتها في "انستغرام".
قبل عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة، تلقت حلبي اتصالاً من رئيس المتحف في الجامعة يبلغها فيه بإلغاء المعرض الكبير الذي يتم التحضير له منذ 3 سنوات، أي أن إدارة الجامعة تعلم بمسار التجهيزات والمضمون ولم يكن هناك من اعتراض. وقد شحنت أعمالاً عدة للغاية من الخارج.
حين سألت حلبي عن التبرير، أجابها المتصل بأن صفحتها على "انستغرام" تنشر ما لا يعجبه، كما أشارت في مقابلة عبر "زووم" مع "النهار" اليوم.
بالطبع، تنشط حلبي منذ بدء الحرب على غزة بترويج المنشورات التضامنية مع الشعب الفلسطيني في القطاع المحاصر، والمدينة للمجزرة المفتوحة وداعميها.
لوحة غسان كنفاني والقضية.
أقامت حلبي الكثير من المعارض في أهم المتاحف والمعارض في الولايات المتحدة ودول أخرى خلال مسيرتها، وهناك الكثير منها يفتح لها الأبواب اليوم، لكن مرارة خطوة الجامعة التي درست فيها لا يمكن تجاوزها، على ما تقول لـ"النهار". لم ترضخ الفنانة الناشطة لقرار الجامعة، وهي تضغط من أجل رجوع الإدارة عن قرارها، ويتم التوقيع على عريضة في هذا الشأن.
أحد أعمالها.
تقول حلبي لـ"النهار" أنه لا يمكن السكوت على القرارات التي تملى من فوق وبطريقة غير مبررة على مجتمع الطلاب والأساتذة، مستذكرة طرد أستاذ بسبب نشاطه السياسي مع الطلاب.
وتذكر حلبي أن "هناك خبراً غير مؤكد حتى الآن بأن إدارة الجامعة تلقت تهديداً من شخصية حكومية بوقف التبرعات في حال استمرار المعرض".
أحد أعمالها.
وحين سألت إحدى وسائل الإعلام الجامعة التعليق على إلغاء المعرض، جاءها الجواب بأنها تخشى بأن لا يمر المعرض من دون أجواء توتر.
تحمل لوحات سامية حلبي عناوين لها علاقة بفلسطين منها "انتقاضة عالمية"، و"أرضنا الجميلة السليبة في ليل التاريخ".
وتعيش الجامعات الأميركية جدلاً كبيراً منذ بدء حرب غزة، وووجه طلاب وأساتذة داعمون لغزة باتهامات بمعاداة السامية.
وقدمت رئيسة جامعة هارفارد كلودين غاي استقالتها من منصبها، بعد تعرضها للانتقادات على إثر رفض الإجابة بشكل واضح عما إذا كانت الدعوة إلى إبادة اليهود تنتهك قواعد السلوك في جامعة هارفارد لدى إدلائها بشهادتها أمام الكونغرس. وأوضحت غاي التي دخلت التاريخ كأول شخص أسود يتبوأ منصب رئيس جامعة هارفارد، في نص استقالتها، أنها تعرضت لتهديدات شخصية و"عداء عنصري"، وكذلك اتهمت بالنقل الأدبي غير المشروع.