تُطلق "متاحف قطر" هذا الأسبوع واحدة من أهمّ فعالياتها الثقافية: "بينالي دوحة التصميم 2024"، بنسخته الأولى، وهو معرض سيقام كل عامَين، ويُشكّل نافذة للتميّز والابتكار في قطر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
الفعالية التي تنطلق من 24 شباط إلى 28 منه، وتضمّ ستة معارض رئيسية في الأسبوع الأول للافتتاح، ستُقام في حي الدوحة للتصميم في مدينة مشيرب، التي تُعدّ إحدى أذكى المدن المستدامة في العالم. أمّا المعارض الدائمة فتستمرّ فعالياتها حتّى 5 آب المقبل.
مدينة مشيرب.
ولتعزيز مكانتها الثقافية بين الربوع العربية، تُقدّم قطر في معارضها برنامجاً مبتكراً للتصميم، بمواكبة من الشيخة المياسة بنت حمد بنت خليفة آل ثاني، شقيقة أمير قطر، ورئيسة مجلس أمناء متاحف قطر.
ترى الشيخة الميّاسة في "بينالي دوحة التصميم" واحة لجذب المواهب التي تزخر بها المنطقة العربية، ومساحة لعرض أعمال المصمّمين ومشاركتها مع الجمهور، وتقول: "نضع نصب أعيننا توفير منصة تدعم المصممين العرب في تطوير ممارساتهم الإبداعية ومشاريعهم، ومشاركة مواهبهم مع العالم".
ليس "بينالي دوحة التصميم" مجرّد حدث ثقافي بالنسبة للقائمين عليه، بل "هو منصّة تحتضن مستقبل التصميم"، بحسب ما تصف الشيخة الميّاسة. وقُبيل أيّام من الافتتاح، تدعو الشيخة الميّاسة جميع المشاركين، على اختلاف جنسيّاتهم وثقافاتهم وتطلّعاتهم الفنية، لــ"التعبير عن التقدير لثراء وتنوّع الصناعات الفنية عبر معارضَ، ومبادرات تعاون، وبرامج إرشادية، والكثير من الفعاليات الأخرى".
في هذه النسخة، ستُقدّم "دوحة التصميم" معارض لأعمال أُبدعت بتشكيلة واسعة من التصاميم، منها عدد من المواهب اللبنانية، بدءاً من العمارة وهندسة المناظر الطبيعية إلى المنسوجات، والأعمال الخشبية، والزجاجية، والخزفية، والتصميم الغرافيكي.
وإلى جانب هذه الأعمال، سيُزيّن "تنين الدوحة"، وهو عمل تركيبيّ إبداعيّ للفنان الهولندي جوريس لارمان، حيّ الدوحة للتصميم. كما سُيعرَض أيضاً، وبشكل دائم، عمل تركيبي خاصّ صمّمه الكوري الجنوبي تشوي بيونغ هون في متحف قطر الوطني.
لم يغفل القيّمون على المعرض عن إتاحة فرصة لدعم المواهب وتكريمها، فأطلقت متاحف قطر "جائزة دوحة التصميم" في نسختها الأولى هذا العام، وهي مبادرة لتكريم المواهب المتفرّدة ودعمها في مجالات تصميم المنتجات والأثاث، والتصميم الداخلي، والحرف اليدوية، وذلك في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتهدف الجائزة إلى صقل مواهب المصممين، وتزويدهم بالإرشادات القيّمة، ومنحهم فرصة لتعزيز انتشار أعمالهم على جمهور أوسع وأكثر تنوّعاً. كما سيستفيد الفائزون من مبالغ مالية داعمة لمواهبهم، إضافة إلى فرص للتوجيه والانفتاح على السوق.
ماذا نعرف عن متاحف قطر؟
تولي دولة قطر اهتماماً كبيراً بمتاحفها الوطنية، وهو ما جعلها مركزاً حيويّاً للفنون والثقافة والتعليم للدول المجاورة. وما يُميّزها أنّها تُقدّم للرواد والزائرين تجارب ثقافية أصيلة وملهمة، من خلال مواقع متنوّعة من المتاحف، والمواقع الأثرية، والمهرجانات، والأعمال الفنية التركيبية.
تضمّ قطر عشرات المتاحف باختلاف الثقافات والحقبات التراثية والتاريخية والدينية، منها: متحف الفن الإسلامي، حديقة متحف الفن الإسلامي، المتحف العربي للفن الحديث، ومتحف قطر الوطني، وغاليري متاحف قطر – الرواق... وغيرها، فيما تتطلّع رؤية قطر التطوّرية إلى إطلاق متاحف أخرى في المستقبل يجري العمل عليها في السنوات المقبلة.