النهار

معرض "يوم بدينا" في الرياض... مزيجٌ بين الفنّ التشكيليّ والتراث السعوديّ الأصيل
سرين الحلاق
المصدر: "النهار"
معرض "يوم بدينا" في الرياض... مزيجٌ بين الفنّ التشكيليّ والتراث السعوديّ الأصيل
الأمير الدكتور فيصل آل سعود في معرض "يوم بدينا".
A+   A-
احتضن معرض "يوم بدينا" في الرياض، الذي افتتح احتفاءً بيوم تأسيس المملكة العربية السعودية، مواهب مميّزة لـ58 فناناً تشكيليّاً من جميع أنحاء المملكة، فقدّموا أعمالاً فنيّة تُمثل الحضارة والتراث السعودي العريقَين.
 
وافتتح المعرض برعاية الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود بن عبد العزيز آل سعود، الرئيس الفخري للجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت)، بالتعاون مع مركز "الملك عبد العزيز للتواصل الحضاري"، وبحضور نخبة من الشخصيات الثقافية والإعلامية والفنّية، في العاصمة السعودية الرياض.

ضمّ المعرض العديد من الأعمال المتنوعة، منها لوحات فنّية ومنحوتات وأعمال يدوية، وفنّ الخط العربي الذي له أبعاد ثقافية ودينية وحضارية، وغيرها من الأعمال التي شكلت نواةً لمعرض ثقافيّ مميّز.
 

 
 
الفنّ والآثار

الفنان التشكيلي السعودي علي الشريف، الذي يعمل في الفنون الصخرية منذ 40 عاماً، استطاع جذب العديد من زوار المعرض بلوحاته التي تحمل رسوماً صخرية قديمة، تمزج بين الفنّ والتراث، حرصاً منه على نقل الحضارة العربية إلى الأجيال المقبلة في الدول العربية والعالم.

وفي حديث لـ "النهار"، قال الشريف إنّ "الجزيرة العربية تُمثّل الحضارات العربية بشكل عام، ومنها حضارة عاد وثمود وأصحاب الأيكة الذين ذكروا في القرآن الكريم، بالإضافة إلى حضارات أخرى مثل الآشوريين والفراعنة الذين دخلوا إلى المحافظة السعودية تيماء وتركوا رسومات صخرية هناك".

الفنان السعودي الذي يُحوّل الآثار والنقوش الصخرية القديمة في المملكة إلى لوحات فنّية، أشار إلى أنّ "الفن الصخري يهدف إلى قراءة الرسوم التي نقشها الفنانون القدماء على الصخر، سواء الزخرفة أو الملابس أو الأشخاص أو غيرها من التفاصيل مثل ملامح الوجه؛ ومنهم من وجد صعوبة في إبرازها على الصخر، فلجأ إلى تحويلها إلى رموز".
 

ومن اللوحات التي قدّمها الشريف في معرض "يوم بدينا"، لوحة لملكة تؤدي مناسك العبادة ويظهر إلى جانبها نخلة، ولوحة تُظهر أحد قصور العُلا، ولوحة أخرى لإبل من دون ذيل (وعدم وجود الذيل يرمز إلى مكانة الإبل الكبيرة والقوية)، إضافة إلى لوحة لـ"قصر سلوى"، قصر الحكم في عصر الدولة السعودية الأولى. وقد أوضح أنّه استمد خلفية لوحاته بألوانها المتجانسة من "ما رآه الفنان العربي القديم من الطبيعة في الجزيرة العربية، التي كانت مليئة بالمروج والأنهار من 7 آلاف إلى 12 آلف سنة قبل الميلاد".
 
وعن أعماله المقبلة، قال الشريف إنّه "يوجد أكثر من 4700 رسمة صخرية يمكن تحويلها إلى لوحات فنيّة"، مؤكداً "أنّها ستكون أكثر قوّة وحضوراً، لأنّ المواد التي تستخدم في زمننا هذا تساعد في الحافظ على اللوحات لآلاف السنين". كما يُعبّر عن طموحه في إنشاء متحف للآثار العربية الأصيلة، ويرى أنّه "يجب أن نبدأ بتجديد آثارنا العربية، لإثبات عدم صحة ما نُقل عنا، وإبطال مساعي المستشرقين لتحجيم الفنون العربية وتاريخ العرب".
 

أبواب نجد

لكلّ فنان طريقة مختلفة ومتميزة في إيصال حضارة وطنه وتراثه، لذلك اختارت الفنّانة التشكيلية منيرة السليم، عضو مجلس الإدارة ومديرة شؤون الشباب في "جسفت"، أنّ تُقدّم في المعرض لوحة تجسّد أبواب القصور في منطقة نجد بكافة أشكالها ورموزها.

وقالت السليم، المحبّة للتراث السعودي، لـ"النهار"، إنّ "الأبواب في (نجد) كانت تختلف من منطقة إلى الأخرى، مع تشابه بسيط بسبب التبادل الثقافي في ذلك الوقت". وشرحت طريقة إعدادها للوحة بالقول: "نحت الأبواب وقطعتها، وأحرقت بعض الأجزاء منها، صنعتها كلّها بيدي، فأجدادنا وآباؤنا كانوا يستخدمون هذه الأساليب اليدوية لصنع الأبواب، من دون أية آلات".
 


"بنت الصحراء"

أما شيخة الدوسري، الفنانة التشكيلية والمدربة السعودية، فقد عرضت لوحة بعنوان "بنت الصحراء"، والتي ترمز إلى "الأصالة والتراث"، وتُجسّد الفتاة السعودية التقليدية في "عصر توحيد المملكة العربية السعودية"، وقد وصفتها بـ"البدوية الصبورة على ظروف الحياة"، والتي تجلس على الجمل الذي يرمز لـ"الخير والصبر".
 


وفي صالة مليئة بفنانين يستعرضون مواهبهم في الرسم الحيّ والخط العربي، حظي الخطاطان السعوديان سلطان العيسى وخالد السليمان باهتمام وإقبال واسعَين، فلبّوا طلب الحضور بكتابة اسمائهم في مخطوطات فنية فريدة.
 
 
 

اقرأ في النهار Premium