في ظل المتغيّرات المتسارعة التي يشهدها عالم صناعة المحتوى في العالم، ومع استمرار الأزمة الاقتصادية في لبنان، تجد دور نشر الأطفال اللبنانية نفسها أمام منافسة وتحدٍّ كبيرين، للاستمرار والمحافظة على الإنتاج والتصدير إلى الأسواق الخارجية.
ككل عام، تشارك دور نشر لبنانية في "مهرجان الشارقة القرائي للطفل". وبينما كان عدد دور النشر المشاركة 13 داراً العام الماضي، ارتفع هذا العام إلى 17، محتفظة بالمرتبة الثانية من حيث عدد الدور المشاركة من بلد واحد.
صاحب دار "المكتبة الحديثة - الناشرون"، حسين شرف الدين، قال في حديثه لـ"النهار": "على عادتنا ككل عام، نأتي بكل ما هو جديد في عالم النشر إلى هذا المعرض الذي تصادف إقامته اقتراب منتصف العام. وقد أضفنا هذا العام مثلاً على الجناح، تقنيات تعليمية جديدة لفئات الروضات".
وفي ما يتعلق بمشاركته ومشاركة الدور اللبنانية الأخرى عامة، يوضح شرف الدين "تقريباً عدنا إلى ما كنّا عليه قبل الأزمة من حيث أسعار الكتب وتكلفة الطباعة، وغيرها".
من جانبها، صاحبة "دار الراقي" رتيبة سعد، تتحدث لـ"النهار" قائلة أنّهم يشاركون في كل عام في هذا المهرجان، و"صحيح أنّ هذه الفعاليات والأسواق الخارجية ضرورية لاستمرارية دور النشر اللبنانية، لا سيما في ظل الأزمة الاقتصادية، وهي تساعدنا في هذا المجال، ليس كالسابق، ولكننا مستمرون بطباعة ونشر كتب جديدة كل عام".
ويوضح مسؤول جناح "دار المجاني" طوني عبود لـ"النهار": "أنّنا في لبنان مستمرون في الطباعة والنشر، ونقدّم ما هو جديد دائماً لناحية المطالعة والكتب العلمية والتثقيفية، وإذا لم نصدر جديدنا كل عام لا يسعنا الاستمرار، لا نحن ولا سوانا من دور النشر".
ويضيف أن "قطاع النشر في لبنان أعاد تموضعه واصطلحت بعض الظروف المرتبطة بالإنتاج. لكن الأسواق الخارجية تراجعت نتيجة الأزمات الاقتصادية عالمياً".
أما مسؤول جناح دار "مكتبة المعارف" مازن مرضعة وفي حديث لـ"النهار"، يلفت إلى أنّ الإصدارات جديدة هذه السنة وهادفة أكثر كالتقنيات التعليمية الحديثة. ورغم صعوبة استمرارية قطاع النشر والطباعة في لبنان في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة، "لكنّنا كدور نشر نحاول أن نستمر".
ويضيف: "إن كل ما نستطيع تصديره إلى الخارج هو مفيد طبعاً، لكن يقابل ذلك أزمة شحن عالمية، ما يؤخر التسليم ويرفع كلفة الشحن. لذلك، يُعتبر العام الماضي من هذه الناحية أفضل من هذا العام". ويشرح أن الدار عرضت مجموعة ألعاب خشبية تثقيفية مثل الحيوانات، والفضاء، وغيرها، وجميعها تتكون من قطع خشبية تشرح كل موضوع منها.
وعرضت دار "مكتبة المعارف - ناشرون"، سلسلة كتب صوتية بعنوان "كتاب الأصوات"، ومنها كتب الحيوانات والمركبات، في سلسلة يتضمن كل كتاب منها أزراراً تساعد الطفل على سماع الأصوات الخاصة بالقصة.