التّجلّي بين الإنساني والإلهيّ في لوحة الرسام شوقي دلال

الدكتور رفيق أبو غوشيواصلُ الفنان شوقي دلال تظهير مشروعه الفنيّ الإبداعي القائم على إضاءة المعالم الدينية لدى الطوائف كافّة، والقائم على وحدة الديانات والرسالات، رابطا في ما بينها بقنطرة تصل الأرض بالسماء بدءًا برسم لوحات لأم القرى (مكّة المكرّمة) والكعبة المشرّفة، وزهرة المدائن بكنائسها ومساجدها المتعانقة، إلى الأزهر الشّريف، إلى مراقد الأئمّة الشّيعة، وخلوات الموحّدين الدروز. فاللوحة التي نحن في صددها هي اللوحة الثانية لظاهرة التّجلي في مشروعه بعد اللوحة الأولى سنة 2021 والتي ضمّنها رؤيته إلى الأديان كرافعة للأخلاق والنّبل والتّوحيد، وموقفه من ظاهرة التّجلي أمام التلاميذ، في حين أنه رسم هذه اللوحة مقتصرًا على السيد المسيح من دون تلاميذه في مسار العلاقة العمودية المباشرة بين الإنساني والإلهيّ.وهذه الظاهرة ليست الأولى في مسار العلاقة مع الله، فقد كلّم موسى ربّه في جزيرة سيناء، وتجلّى الحاكم بأمر الله في جبل المقطّم ثم قام بغيبته الكبرى، وغاب المهدي المنتظر ملتحقًا بقافلة السماء، وهؤلاء جميعهم ينتظرون الوقت للعودة إلى الأرض وإغراقها بالنور والعدل بعدما أغرقها أهلوها بالظّلم والجور والفساد.اللوحة سحابةٌ من نور، والسّحابة...