الخميس - 19 أيلول 2024
close menu

إعلان

لقاء قرنة شهوان وما قبله وما بعده (2)

المصدر: "النهار"
Bookmark
لقاء قرنة شهوان.
لقاء قرنة شهوان.
A+ A-
د.توفيق هندي          في 30 تموز 2000، عاد الرئيس أمين الجميل من منفاه الباريسي بعد 12 سنة وعقد اتفاقا مع السيد وليد جنبلاط تُرجم بانتخاب الشهيد أنطوان غانم، عضو لقاء قرنة شهوان ، على لائحة جنبلاط في دائرة بعبدا-عاليه.في 31 آب 2000، حصل لقاءٌ بين جنبلاط وبيني في منزل الصديق المرحوم وديع عقل، نائب اللقاء الديمقراطي، وبتدبير منه، بقي طي الكتمان لخطورته. وكان لهذا اللقاء أهمية، إذ أنه جمع طرفين أساسيين كبيرين، لهما تاريخ طويل من العلاقات العدائية فيما بينهما، ولا سيما في الجبل، مما كان يُشير إلى عزم جنبلاط في المضيّ بالخط السيادي.بعد إنتهاء العمليات الانتخابية في 3 أيلول 2000، أطلق مجلس المطارنة الموارنة نداءه المفصلي في 20 أيلول، طالب فيه بخروج سوريا من لبنان. وكان أن تريّث البطريرك صفير في إعلانه، عن حكمة ودراية، للتمعّن بنتائج التطورات المفصلية الثلاث ونتائج الانتخابات وتداعياتها على الوضع اللبناني، حتى يكون للنداء وقعه المدوّي، فاتحا" بذلك مرحلة مُفعمة بآمال تحقيق الحرية والسيادة والإستقلال.في 13 شباط 2001، زار البطريرك الولايات المتحدة. وقبيل عودته في 26 آذار 2001، كان المطران بشارة يَوَدْ أن يستقبله في المطار وفدٌ من 150 شخصية. إلا أن لقاء قرنة شهوان أصّر أن يكون للبطريرك إستقبال شعبي، فجرى له إستقبال حاشد في بكركي جمع حولي 250000 شخص . وقد لعبت الأحزاب، ولا سيما "الوطني الحر" و"القوات"، دورا" أساسيا" في الحشد لإستقباله.إعتبارا" من تلك اللحظة، أصبح للتيار السيادي قائد يستند إلى قاعدة شعبية واسعة. فكان لا بد أن يكون له أداة سياسية تعمل بالعلن.بُعيد نداء المطارنة وتشكيل لقاء قرنة شهوان غير العلني، بدأت أعدادٌ من القيادات المسيحية تتجمع وتلتقي بالبطريرك صفير. والحقيقة أن بعضهم قد تواصل معي. منذ ذلك الحين، طُرِح موضوع توسيع لقاء قرنة شهوان. فانقسمت الآراء بين بعضٍ المعارضين له، وآخرين مؤيّدين، وكنت من بينهم، لكي لا يؤدي الأمر إلى تفتيت صفوف القوى السيادية.ومع عودة البطريرك من أميركا، حُسم الجدل حول توسيع اللقاء وبدأ التحضير لإعلانه. وللمرة الأولى في تاريخ الساحة المسيحية، نجح اللقاء في أن يجمع في إطاره جميع القوى والشخصيات، الراديكالية منها، والأقل راديكالية.كانت وراء نجاح تجربة لقاء قرنة شهوان أسباب أساسية:1) عدم وجود رئيس له. هذا السبب جعل كل عضو يشعر بأن مشاركته ليست شكلية بل أنه عضو كامل العضوية، ما حال دون "صراع الديوك" داخله.2) هدف اللقاء. إنه وطنيٌ بحت، لا يهدف إلى الوصول إلى السلطة.3) قيادة البطريرك الحكيمة للقاء والحركة السيادية والتي لم تُثر أي حساسية كون لا طموح سلطوي لديه.وجدير القول، إنّ غياب الجنرال عون...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم