الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

في حراك الأحزاب والمجموعات والقبائل اللبنانية على تخوم الخطر الكياني

المصدر: "النهار"
Bookmark
تعبيرية (النهار).
تعبيرية (النهار).
A+ A-
طلال خواجه مضى وقت طويل نسبيا على آخر مساهمة في عرض بعض حلقات من مسلسل الآلام اليومية التي يعيشها اللبنانيون العاديون في وطنهم والتي باتت اقرب الى السوريالية والكوميديا السوداء.واذ اصبح مكررا ومملا تعداد الازمات التي تعصف باللبنانيين والمقيمين على ارض لبنان، ورصد تداعياتها القهرية على جميع مرافق ومناحي الحياة اليومية والتفصيلية، الا ان حلقات جديدة تتناسل، فاتحة زواريب مظلمة في رحلة الآلام التي لا تنتهي، خصوصا حين تتحول الدولة من دولة فاشلة الى لا دولة او دولة مضربة عن العمل او بالكاد تعمل، حكومة وبرلمانا وادارات وقضاء وموظفين. علما ان قبائل السلطة مازالت تعمل باسلوب التناتش والتنابذ والتناحر والتمذهب في البحث عن الطرائد والغنائم والهواجس حين يعجز اطرافها عن التحاصص.ويتصاعد منسوب الغضب والقلق والتوتر عند اللبنانيين في سجنهم الكبير، لاكتشافهم ان دروب الهجرة والهروب الطوعي التقليدي بدأت تتضاءل امامهم. فقد اضيفت ازمة الباسبورات الغير مسبوقة الى ازمات الغذاء والدواء والكهرباء والمحروقات والتربية والصحة والودائع وانهيار الليرة والاجور والمرافق والخدمات العامة. وازدادت صعوبة الحصول على تأشيرات وعقود عمل دسمة في الخارج لغير ذوي الاختصاص البارز والمهارة النوعية، مع تراجع وضمور في تقدير قوة العمالة والجدارة اللبنانية، بعد ان كان تميزها يشكل مرآة لتقدم الجامعات اللبنانية و تنوع وحداثة الحياة الاجتماعية، وغنى وانفتاح ثقافي في اكثر من اتجاه. وزاد من صعوبات الهروب، تفاقم الازمات السياسية والاقتصادية وصعود اليمين الشعبوي في اوروبا والعالم عموما، والذي ساهم فيه انتشار الوباء والحرب الروسية على اوكرانيا وتداعياتها الكارثية على الطاقة والغذاء والبيئة والامن، معطوفة على التحولات الجيوسياسية الكبرى، خصوصا في الباسيفيك وعموم اسيا وبعض افريقيا. فقد تعملق المارد الصيني وتقدم مشروع الزعيم القوي شي جيبينغ المتعلق بطريق الحرير الجديد والحزام والمتمدد باتجاه القمر والفضائين، الكوني والسبراني( من المفيد قراءة طريق الحرير لبيتر فرانكوبان)، كما تغيرت طبيعة التحالفات والصراعات ومقاربة القضايا الكبرى في الشرق الاوسط وخصوصا في منطقة الخليج الذي يشهد تحولات جيوسياسية كبيرة مع تصاعد الصراعات الاقليمية وتوسع افكاك التماسيح الثلاثة ايران واسرائيل وتركيا، وتلكؤ وربما تواطؤ الولايات المتحدة الاميركية والغرب عموما. وقد ساهم التردد والتأرجح الغربيان في تعثر الربيع العربي، خصوصا في ليبيا وسوريا والعراق واليمن، واستطرادا في لبنان الذي شهد وما يزال نسخته الخاصة من هذا الربيع على شكل انتفاضات وطنية واجتماعية...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم