الإثنين - 16 أيلول 2024
close menu

إعلان

في سياسة ما بعد بعد التوحش وسبل مواجهتها

المصدر: "النهار"
Bookmark
مصرف لبنان.
مصرف لبنان.
A+ A-
طلال خواجه في خطوة تمتاز بنسبة كبيرة من الشفافية نشر حاكم مصرف لبنان بالانابة د.وسيم منصوري بيانا بموجودات البنك المركزي بالعملات الاجنبية، و ما عليه من مدفوعات ايضا، مظهرا ان ما سيتبقى حقيقة من الاحتياط الإلزامي حوالي ٧.٦ مليار دولار. واذ اشاد كثر بخطوة الحاكم الجديد، الا ان قلة منهم ركزت على الفارق بين الرقم الذي كانت اوساط رياض سلامة تتداوله والذي كان يقدر بأكثر من ٩ مليار دولار ونصف وبين الرقم المنشور. فقد تجاور الفارق حوالي ملياري دولار. كما ان كثرا من المحللين والاعلاميين و الاقتصاديين الذين يدورون بفلك السلطات، بما فيها دائرة الحاكم سلامة قد بلعوا السنتهم بعد ان روجوا طويلا للقدرة السحرية التي يمتلكها رياض سلامة على تأمين فروقات صيرفة عن طريق التشاطر في الاسواق السوداء والرمادية و عن طريق شركات تحويل الاموال التي فرخت لتتناسب مع التحول المفجع نحو الدولرة والاقتصاد النقدي، علما ان بعض هؤلاء استدار ٣٦٠ درجة للاشادة بالحاكم بالنيابة و بمقارباته الجديدة. وكنا فد تحدينا في مقال سابق بعنوان في التصدي للادارة المتوحشة هؤلاء المنظرين ان يثبتوا صحة معادلاتهم المثيرة للسخرية السوداء لدرجة الاستفزاز. فالثرثرات الجوفاء هدفت في الواقع للدفاع عن المنصة التي كانت تدر ارباحا فاحشة لجماعة البنوك والتجار الفجار ومافيات الاقتصاد والمال واصحاب النفوذ والمهربين عبر الحدود، فضلا عن انها تريح القوى المتحكمة بالسلطة ودوائرها المستفيدة. اما موظفو القطاع العام فكانوا يتلققون القليل من فتات صيرفة التي لا تسمن ولا تغني عن جوع، علما ان معظم البنكرجية كانوا يتلاعبون بهذه الفتات لتفتيتها اكثر، بعد ان نجحوا في سحق وتنحيف معظم الودائع، خصوصا المتوسطة والصغيرة، وملاحقتها حتى آخر بارة باساليب ملتوية ورخيصة اعادتنا الى ايام الدكنجي وطبعا دون حسيب او رقيب. ومنظرو السلطة و بعض "اختصاصيي السياسة والاقتصاد" لم يتوانوا عن التنظير للانتعاش الوهمي والتشجيع للتكيف حتى أصبح رقم ٨٠ ٪؜ تكيف يتكرر على كل شفة ولسان. وهو ما كان يعادل عمليا الدعوة للخضوع للحالة الراهنة للسلطة اللاوطنية بجناحيها الميليشيوي والمافيوزي. علما ان التنظير للانتعاش ارتكز على بعض مظاهر ومؤشرات الحراك الاقتصادي الذي استند معظمه على ما يمكن تسميته بالهجرة السياحية العكسية المؤقتة للمغتربين نحو الوطن، والتي وان لم تخل من النوستالجيا، فقد زاد من جاذبيتها أنماط من مظاهر الحيوية الترفيهية والفنية التي يتقنها كثير من اللبنانيين بحسناتها وسلبياتها. ومن اهم سلبياتها ان حفنة من المحميين ما زالت تسد بالباطون المسلح معظم واجهات و مداخل شواطئنا الجميلة، حيث اقامت ما يسمى بالمنتجعات خلافا للقانون وللطبيعة والبيئة، حارمة المواطن العادي( اكثر من ٨٠٪؜) من التمتع بهذه الشواطئ والثغور التي تعتبر احدى ميزات البلد الصغير...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم