الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

في رحيل كريم مروّة أحد كبار الزمن الرومانسي اليساري

المصدر: "النهار"
Bookmark
 كريم مروّة.
كريم مروّة.
A+ A-
طلال خواجه كريم مروة اسم رنان يطن في اذاننا منذ نعومة اظفار جيلنا اليسارية. وهو الجيل الذي هزته عاصفة هزيمة ١٩٦٧ المدوية امام الكيان الاسرائيلي، كما عاصفة التغيير في اوروبا. فقد انفلشت امام هذا الجيل كل الاسئلة الوطنية والقومية والعالمية و الثقافية والحزبية والثورية التي كانت تقلقه و تقلق الاجيال التي سبقته في مراحل النهضة وتشكل الكيانات و اسئلتها الفكرية والحضارية العميقة، بما فيها المفارقة الجدلية المستمرة والمتمثلة بالاعجاب بالحداثة الغربية، بما تحمل من تقدم علمي واجتماعي واقتصادي وحضاري لدرجة نقلها copy paste احيانا، ومواجهة هذا الغرب الكولونيالي المتغطرس والذي قمع بالقوة تارة وبالحيلة والنفاق تارة تجارب كيانية عربية ديموقراطية، كانت ستشكل في حال رعايتها ونجاحها قفزة نوعية كبيرة في مسيرة الحركة الحداثية التغييرية العربية التي تنكب لها كثيرون في لبنان والعالم العربي الواسع. كريم مروة كان احد المنخرطين بقوة بمعمعة هذه الحركة التغييرية منذ نعومة اظافره. علما أن رعاية الغرب الكولونيالي الاوروبي و لاحقا الاميركي مع تأييد روسي وسوفياتي لتأسيس الكيان الصهيوني في فلسطين شكل حاجزا هائلا امام الحركة الحداثية. فقد زرع هذا الكيان الطائفي العنصري الموت و الدمار و أجج الخلافات في موضوع الهويات الدينية في المنطقة، عمق الانقسامات الفئوية، خصوصا في بلد التنوع الطائفي والمذهبي لبنان. يرحل كريم مروة المفكر والمناضل اللبناني والعروبي و ابن جبل عامل الذي عشق قضية فلسطين، وهو يتألم لمشاهدة بعضا من مآثر هذا الكيان المجرم وداعميه في غزة المذبوحة وفي الضفة المنكل بها، وفي جنوبه الغالي، حيث المواجهات المدارة على قياس المصالح الخارجية الباردة قد تتدحرج نحو حرب حامية تدمر الجنوب والبلد المنهار و المسلوب الارادة والسيادة. بداية تحول كريم مروة للعمل اليساري والشيوعي لا تخلو من الدلالة ومن الطرافة في آن، فقد تفتحت براعمه اليسارية ابان دراسته الدينية في النجف، كما حصل مع نسيبه شيخ المفكرين حسين مروة، والذي ستغتاله يد الغدر الظلامية في اواخر الثمانينيات في مرحلة تسييد السيطرة الايديولوجية الدينية على شرائح ومناطق ومذاهب وقضايا واسعة في البلد. اما المفارقة الطريفة ولكن ذات الدلالات الرمزية فتقول ان جنوبيين ذهبوا للدراسة الدينية في النجف في الخمسينيات فتحولوا الى الشيوعية كالمفكرين...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم