الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

الأبعاد السياسية والإستراتيجية للأزمة الروسية الأوكرانية

المصدر: "النهار"
Bookmark
جندي أوكراني يستهدف المواقع الروسية خارج مدينة بروفاري شرق كييف (9 آذار 2022، أ ف ب).
جندي أوكراني يستهدف المواقع الروسية خارج مدينة بروفاري شرق كييف (9 آذار 2022، أ ف ب).
A+ A-
السفير جان معكرون* حدّد القاموس الموسوعي العسكري لوزارة الدفاع الروسية "الإستراتيجية الردعية Strategic deterrence بأنها نظام تنسيقي لإجراءات عسكرية وغير عسكرية (سياسية، إيديولوجية، علمية، تقنية وغيرها) متخّذة على التوالي وفي وقت واحد... بهدف ردع تحرك عسكري يسبب ضرراً ذي طبيعة إستراتيجية... من أجل التأثير على العدوّ أو من أجل خفض التصعيد في النزاع العسكري... وإن المواد التي ستتأثر بهذه الإستراتيجية الردعية يمكن أن تكون الحاكمية السياسية العسكرية أو سكان الدولة العدوّ..."يمكن القول أنه سنداً لهذا التعريف الواضح والمعبّر للإستراتيجية الردعية بإستطاعتنا تحليل موقف روسيا في نزاعها ليس فقط مع أوكرانيا بل أيضاً مع الإتحاد الأوروبي والناتو والولايات المتحدة. وإنه بمقدورنا أيضاً دراسة السياسة الروسية من منظار استراتيجية ردعها لأي تحرك عدائي سبّب لها ضرراً بالغاً من الناحية الإستراتيجية.لا شكّ أن تورّط روسيا في أوكرانيا قد أكسبها دروساً ستساهم حتماً في تحسين فاعلية نظامها الردعي الإستراتيجي سواء نجح هذا النظام أم لم ينجح.كان هنري كيسينجر على حق حين قال بأسلوبه الواقعي والبراغماتي، وهو العليم في السياسة الدولية، أنه "نظراً لتجاربها التاريخية فلا بدّ لروسيا من أن تكون قلقة بشكل خاص على أمنها حول حدودها الشاسعة... وإن الغرب يحتاج لأن يكون شديد الحرص لكي لا يوسّع نظامه العسكري قريباً من الحدود الروسية".تجبُ الملاحظة هنا أنه لو تنبّه الغرب لملاحظة كيسينجر الحكيمة، الواردة في العام 2001 في مقالة Michael Mandelbaum أستاذ السياسة الخارجية في جامعة Johns Hopkins لكان وفّر على الإنسانية الكثير من ويلات الحرب.نذكر بداية أنه بعد عزل الرئيس الأوكراني Victor Yanukovych الموالي لروسيا في شباط 2014 من قبل البرلمان، عمدت روسيا إلى إضعاف الحكومة الأوكرانية الجديدة ثم قامت بضم شبه جزيرة القرم إليها والتي كانت رسمياً جزءاً من أوكرانيا، كما دعمت أيضاً الإنفصاليين الروس في جنوب أوكرانيا إلى أن تعاظمت الأمور وقامت روسيا بغزو أوكرانيا في 24/2/2022.أ_ ما هي الظروف السياسية التي مهّدت للحرب بين روسيا وأوكرانيا؟1. السياسة الداخلية: حاجة بوتين إلى دعم داخلي بعد تدنّي شعبيته مرّات عدّة. لكن المحللين السياسيين يقلّلون من أهمية هذا الإحتمال.2. إرادة روسيا في لعب دور في صنع النظام العالمي.عمدت روسيا بعد العام 1991 إلى الأخذ بروح التطور واعتبرت نفسها منافسة للنظام العالمي الليبرالي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية. وإن روسيا في تدخلّها في أوكرانيا وضمّها القرم إليها قد شكّل تحدّياً للعالم الغربي وأبان عن...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم