الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

نكبةُ الهجرة

المصدر: "النهار"
Bookmark
قاعة المسافرين في مطار بيروت.
قاعة المسافرين في مطار بيروت.
A+ A-
الدكتور جورج شبلي إنّ الحديث عن نكبةٍ متّصلةٍ بحياتنا، هي نكبة الهجرة، لا ينتمي الى ماضٍ مُنفَصِل، بل الى حاضرٍ مُتَّصِل، والى مستقبلٍ لا يُرى إلّا من خلال اغتسالِ العيونِ بالدّموع، وارتجافِ اليأسِ في نُطقِ الشِّفاه. في الأمس، كان المُوَدِّعون يعودون الى حياتِهم وكأنّهم يُساقون الى مشانقِ الحزن، بالرَّغم من أنّهم كانوا يمنّون أنفسَهم بأملِ عودةِ مَنْ تركوا البلادَ والأهلَ، للإرتزاقِ في دنيا النّاس. أمّا اليوم، فيولدُ الطّفلُ، عندَنا، وفي قماطِهِ حلمٌ بجوازِ سَفرٍ يمكّنُه من المغادرة، عندَ أوّلِ فرصة، مَدفوعاً بثقافةِ الهجرة التي يلقِّنُها الوالِدان، والأصحاب، ومجموعُ مَنْ في بيئةِ القهرِ، والظّلم، والمعاناة، والإحباط، والفقر، التي هي بلادُنا. عندما أسترجعُ ما وردَ في كتاب " سبعون " لميخائيل نعيمه، عن مجنونٍ يطوفُ بلدةَ بسكنتا، وينادي عالياً : " دجاجكم، نسوانكم، أولادكم، رجالكم، عَ البحور، عَ البحور.."، يتأكّد لي أنّ إنذارَ المجنون لم يكنْ هَلوسة، بقدر ما كان استشرافاً لواقعٍ بَعثَرَ العائلات، وقطَّعَ الرّوابطَ مع الأرض، ولَفَّحَ بالبؤسِ جبينَ الوطن. هي الهجرة، نكبةٌ ينبغي أن يُحدَّدَ المسؤولون عنها، أينما كانوا، وأيّاً تكنْ أسماؤهم...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم