الثلاثيّة الذهبيّة وفاعليَّة الدّياسبورا اللُّبنانيَّة!

زياد الصَّائغالمدير التّنفيذي لملتقى التأثير المدني ليست الدّياسبورا اللّبنانية كتلة ديموغرافيَّة منتشرة في العالم بالمعنى التقليدي، بل هي شكّلت وما تزال حالة استثنائيّة على مستويات عدّة سياسيّة، وثقافيّة، واقتصاديّة، واجتماعيّة، وإعلاميّة في الدّول التي وفد إليها لبنانيّات ولبنانيّون من ناحية، وباستمرار صلة الوصل الوثيقة مع الدّاخل اللّبنانيّ، من ناحية أخرى. الدّياسبورا اللُّبنانيَّة فاعِلة ومدينون نحن لها بالكثير من حيويّة استِمرار نضالِنا. الدّياسبورا بنقاوتها وفاعليَّتِها أساسٌ في معركة إنقاذ لبنان بهُويَّتِه الحضاريَّة. لسنا بحاجة إلى استعادة سرديّة دور الدّياسبورا اللبنانية على مرِّ المئتي عامًا الماضية، إذ في هذه السرديّة أشراقاتٌ وإخفاقاتٌ، خصوصًا وأنَّ هذه الدّياسبورا لم تزل تعكس حتى السّاعة الكثير من النجاحات الباهِرة، لكنْ أيضًا الكثير من التشوّهات في بنية العلاقات المؤسِّسة للعقد الاجتماعيّ ما بين مختلف المكوّنات اللّبنانيّة من ناحية، إلى تظهيرها حجم التباينات أو التقاطعات في قضايا وطنيّة سياديّة وإصلاحيّة من ناحية أخرى. في أيّ حال، وفي سياق تلمُّس أهميّة دور الدّياسبورا اللّبنانيّة الاستراتيجيّ في دعم القضيّة اللّبنانيّة والدّفع باتّجاه بناء دولة تسودُ فيها المواطنة الحرّة السيّدة العادلة المستقلّة بالاستِناد إلى الدّستور واتفاق الطَّائِف والقرارات الدّوليَّة، وبعيدًا عن الاستعراض التَّكتيّ للمبادرات التي أطلقتها الدّياسبورا منذ عقود في تنسيق فعّال بين منظّمات فاعلة في الولايات المتحدة الأمريكيّة، وفرنسا، وكندا، وسويسرا، والعمل جارٍ في هذه المرحلة على توسيع مروحة هذا التّنسيق بين هذه الدّياسبورا في المانيا، والمملكة المتّحدة، وأستراليا، وإيطاليا، واسبانيا، ودول الخليج العربي، بعيدًا عن هذا الاستعراض التَّكتيّ، ثمّة ما...