الدكتور نعيم مغبغب*
ورد في كتاب الدكتور مكرم رباح الذي بناه على الذاكرة الجماعية للدروز في ما يتعلق بمقتل النائب والوزير السابق المرحوم نعيم مغبغب، مغالطات تتعلق بالوقائع استندت الى ما سمعه من شخص أو أشخاص قلائل للقول بما يلي:
- أولاً: يقول الدكتور مكرم رباح إن "الفضول لمعرفة ما يدور في بيت الدين دفع بالمغبغب الى الطلب من سائقه الدرزي فؤاد الزعر اصطحابه في مهمة استطلاعية".
والصحيح أنه في ذلك النهار كان يقام احتفال للمغتربين في بيت الدين، وكان المرحوم نعيم قد تلقى دعوة رسمية للحضور لكونه نائباً في البرلمان، وقد جرت التحضيرات للاحتفال المذكور دون علم وزير الداخلية والمغتربين آنذاك ريمون إده، كما صرح بذلك في بعض الصحف، بحيث سلمت مهمة الأمن الى الحزب التقدمي الاشتراكي.
وكان النائب المرحوم نعيم مغبغب قد علم بهذه الظروف والأجواء المتوترة بحيث قرّر البقاء في قريته عين زحلتا واستقبال رئيس الجمهورية عند مروره، إلا أنه بمرور قائد الجيش في حينها اللواء عادل شهاب يرافقه رئيس الأركان اللواء يوسف شميط وخلفهما رئيس المكتب الثاني انطوان سعد، وإصرار اللواء شهاب على نعيم مغبغب لمرافقته، فما كان من المرحوم نعيم إلا أن انصاع للواء شهاب ولحقهم في سيارته الخاصة دون مواكبة.
- ثانياً: يذكر الدكتور مكرم رباح أن حليم فخر الدين شاهد رجلاً مفتول العضلات يشهر مسدسه للدفاع عن نفسه.
والصحيح أن المرحوم نعيم مغبغب كان رجلاً قصير القامة سمين البنية وليس لديه عضلات ظاهرة بل قلب قوي لا يهاب الموت، إذ عندما احتشد نحو ثلاثين أو أربعين شخصاً قرب سيارته وتهجموا عليه، ترجّل وحيداً من سيارته لمواجهتهم فانهالت عليه الحجارة وطعنات السكاكين حتى أردوه قتيلاً.
- ثالثاً: يذكر الدكتور مكرم رباح أن المرحوم نعيم مغبغب، كان مكروهاً من الدروز الجنبلاطيين وذلك لتولي شقيقه قيادة فرقة الشرطة الموالية لشمعون. والصحيح أن المرحوم نعيم مغبغب كان وحيداً لا أشقاء له أو شقيقات، وأن المرحوم نعيم مغبغب هو من قاد القتال بوجه الثورة وبوجه الثوار الذين أتى معظمهم من جبل الدروز في سوريا لإسقاط كميل شمعون وما يمثله.
مع الإشارة إلى أن نعيم مغبغب كان محبوباً لدى قسم كبير جداً من الدروز.
*صاحب كتاب "نعيم مغبغب رافع علم الاستقلال"