الخميس - 19 أيلول 2024
close menu

إعلان

أسطورة "الطعن في الظهر"

المصدر: "النهار"
Bookmark
علم لبنان - تعبيرية (النهار).
علم لبنان - تعبيرية (النهار).
A+ A-
الدكتورة جوسلين البستاني عندما انهارت الإمبراطورية الالمانية في خريف العام 1918 انتشرت اسطورة "الطعن في الظهر"Dolchstoßlegende)) كالنار في الهشيم. كان الهدف منها تبرير الانهيار المفاجئ والادعاء بأن الجيش الالماني لم يتعرّض للهزيمة في ساحة المعركة، بل تعرّض للطعن في ظهره نتيجة التمرّد الذي حصل في سلاح البحرية من جهة، واندلاع الثورة في برلين من جهة اخرى. بالتالي، اصبحت اسطورة الجيش الالماني الذي طُعن في ظهره من قِبل الخونة على الجبهة الداخلية من اهمّ موروثات الحرب العظمى. شكّلت اسطورة "الطعن في الظهر" في جوهرها حرباً دعائية سياسية تمحورت حول تقويض شرعية جمهورية فايمار من قِبل الذين عارضوا الديموقراطية بشكل اساسي مثل هتلر والحزب النازي. صحيح ان اسطورة الايذاء هذه لم يكن لها وقعٌ فوري على الديموقراطية الالمانية، لكنه كان متواصلاً وعميقاً وقد ساهم في صعود الاشتراكية القومية. وحين عزّز الحزب النازي سلطته، تجرّأ قادته على القول بأن بعض الالمان ليسوا اعضاء حقيقيين في الأمة وان حكومة وطنية حقيقية لا يمكن ان تكون ديموقراطية. لكن دور اساطير "الطعن في الظهر" لا يقتصرعلى زعزعة استقرار الديموقراطيات، بل هو يُشكّل اسوأ حالة للتواصل السياسي التي غالباً ما تتجلّى في جدل عدواني وانهيار للنقاش. بالفعل، هذا ما حصل في المانيا بعد العام 1924، حيث لم يعد المعسكران السياسيان قادرين على التواصل وبات...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم