كالطيور المهاجرة... بحثاً عن ذات وعن وطن تائهَين

المحامي ملحم مارون كرمكالطيور المهاجرة، هاجر معظم اللبنانيين من لبنان، بلد الحرف، بلد الحضارة، ليبنوا خارجه حروفاً للبنان آخر لطالما حلموا به وأرادوه وطنا دافئا مثاليا لهم ولاولادهم، بلدا يحتضن حضارات الشرق والغرب، والعالم بأسره، كي يكون كل انسان، في كافة بقاع الارض، عالما به، حالما به، وليس طامعا به فحسب.تتجاذب عالم اليوم صراعات دامية، على النفط والذهب والمياه والاسلحة النووية، كأنما يجهل حاكمو الكرة الارضية أن رصاصة واحدة، قد لا تزن مئة غرام، كفيلة بانهاء حياة بكاملها. فالى جانب حروب حكام العالم المعاصر، الاقتصادية والسياسية والمناخية، حرب من نوع آخر، هي أخلاقية تربوية وحضارية، تنحر حضاراتنا وبلداننا وعاداتنا وتقاليدنا، بدءا من العائلة الصغرى، مرورا بالمحيط الضيّق، من أهل ومعارف وأصدقاء، وصولا الى المجتمع الاكبر، لا بل المجتمعات الكبرى، القريبة والبعيدة، طالما أن الانسان بات يعيش وكأنه في قرية صغيرة، تتسع للكون بأسره، في ظل عولمة شاملة تختلط فيها، وتتناحر وتتصارع، العادات واللغات والتقاليد والمعتقدات.كالطيور المهاجرة، بات السياسيون اللبنانيون، وعلى أي حال في أكثريتهم الساحقة، ينعون لبنان ويترحمون عليه...