الدولة ضحيّة المافيويّة والتحاصصيّة والابتزاز بالميثاقيّة

موريس نهرا*لا يوجد في العالم تحلُّل لدولة على يد أطراف سلطتها كما في لبنان، ولا تكرار شغور المواقع الرئيسية فيها، خصوصاً في ظروف تحدّيات وأخطار داخلية وخارجية. ومع أن هذه الظاهرة غريبة عن حياة الدول، فإنها تصبح في المشهد اللبناني نمطاً متكرراً. وينجم ذلك من آليات وتعقيدات النظام السياسي وتناقضاته التي تعوق إجراء الاستحقاقات الدستورية في تواريخها. من انتخاب رئيس الجمهورية إلى تشكيل الحكومة، إلخ. وإن الأساسي في بروز واستمرار هذه الظاهرة يرتبط أولاً بانتفاء الشعور بالمسؤولية الوطنية وتجاه الشعب والدولة لدى الطبقة السلطوية.ثانياً، بنمط تعاطي السلطويين مع الدولة، خلافاً لدورها الطبيعي، بل اعتبارها بمثابة شركة يمتلك أسهمها مجموعة طوائف تتوزّعها تبعاً لأحجامها المتفاوتة، فتصبح سلطة الدولة، إضافةً إلى طابعها الطبقي الأقلّوي ضد مصالح أكثرية الشعب، سلطة مقوننة للطوائف، تُختزل بمصالح زعمائها. وهذا ما أدّى إلى انتشار النمط المافياوي في التعاطي مع الدولة ودورها والتحايل على قوانينها...