لا أحد يريد "الفتنة" إلّا الذي يَستجلِب الحَرب!

ريـمون شاكر*لـم تكن حادثة بوسطة عيـن الرمانة فـي 13 نيسان 1975، السبب الوحيد الذي أيقظ الفتنة وأشعل نار الـحرب الطويلة التي دمّرت لبنان.بدأت الفتنة يوم تعرّض الـجيش اللبنانـي لنيـران الفدائييـن الفلسطينييـن فـي كفركلا فـي جنوب لبنان، فـي 16 نيسان 1969، ويوم دعت الأحزاب والتيارات اليسارية إلـى الإضراب والتظاهر فـي الثالث والعشريـن من الشهر نفسه، متهمةً الـجيش اللبنانـي بالعمل على تصفية القضية الفلسطينية، ساندتـها فـي حينه دار الفتوى ومعظم قادة أهل السنّة، وانقسم البلد حول وضع الفدائييـن وحركتهم، وقدّم رئيس الـحكومة رشيد كرامي استقالة حكومته، فأُجبـر الرئيس اللبنانـي آنذاك شارل حلو على إرسال وفد لبنانـي برئاسة قائد الـجيش إميل البستانـي إلـى القاهرة للتفاوض مع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات... وانتهى الاجتماع بالتوقيع على "اتفاق القاهرة" فـي 3 تشرين الثانـي 1969، الذي شرّع العمل الفدائي وسهّل انطلاق العمليات الفدائية والـهجومات الصاروخية على الأراضي الإسرائيلية من جنوب...