قيمة الإنسان الحقيقية تنبع من إنسانه الداخل

القس سهيل سعود يرصد علماء النفس، بداية إدراك الإنسان لهويته الشخصية، لدى تمييزه ما بين إنسانه الداخل وإنسانه الخارج. هذا التمييز، يجعله يدرك أنّ لديه هوية حقيقية أصيلة تختبئ في داخله، وهي إلى حدّ ما في توتّر مع الدور المكلّف به إنسان الخارج من قبل المجتمع. فهويّة الإنسان الحقيقية، تمنح مشروعية لهذا الكائن الداخل، الذي في كثير من الأوقات لا يُسمح له بأن يعبّر عن نفسه. لكن، يمكن للإنسان ألّا يفهم حقيقة هذه الذات الداخلية. وهذا قد يقوده إلى سؤال نفسه، من أنا حقاً؟ والبحث عن إجابة، يمكن أن يولّد فيه قلقاً وعزلة. لكن في نهاية المطاف، من الممكن أن يتحرّر، ويقبل هذه الذات الداخلية، وينال إقرار المجتمع بها. كان المصلح مارتن لوثر من أوائل المفكرين الغربيين الذين تحدّثوا عن إنسان الداخل وأعطوا قيمة كبيرة له، تسامت على إنسان الخارج. كان لوثر مهتمّاً بالدرجة الأولى، بمعرفة الله واختبار الخلاص الروحي الداخلي. قال: "يمتلك الإنسان طبيعة مكوّنة من كائن الداخل أو الإنسان الروحي. وإنسان...