من هو رئيس المجلس الدستوري الفرنسي القائل: "القاضي الدستوري لا يملك قلماً بل ممحاة"؟

البروفسور أمين عاطف صليبا أردت من خلال هذه المقالة توضيح ما يقوم به القاضي الدستوري حول العالم انطلاقاً من التجربة الفرنسية، وذلك بسبب ما يتعرّض له القاضي الدستوري اللبناني وإن بدرجات أقلّ من الانتقادات مقارنة مع بعض قضاة المحاكم الدستورية في عالمنا العربي، ولا سيما ما يحصل في العراق. واخترت هذا العنوان الذي قاله رئيس المجلس الدستوري الفرنسي جان لويس دوبريه Jean Louis Dubré)) 2007-2016 لتسع سنوات كما ينص الدستور الفرنسي. وهو ابن السياسي الكبير ميشال دوبريه (Michel Dubré) الذي واكب الجنرال ديغول في مسيرته السياسية التي توّجها بادئ ذي بدء بإقرار دستور الجمهورية الخامسة عام 1958 والذي بموجبه وُجِدَ المجلس الدستوري الفرنسي، حيث تمكّن ديغول، بدعم من دوبريه الأب ورأي عام فرنسي فاعل، من كسر حاجز الممانعة المُطبق في فرنسا لعقود طويلة، الذي يحول دون السماح بإجراء أي رقابة على القوانين التي يُقرّها البرلمان الفرنسي الذي يُمثّل الإرادة الشعبية!!صراع سياسي مرير سبق التوافق على دستور الجمهورية الخامسة، الذي بفضل الرقابة على دستورية القوانين دخلت فرنسا في صلب دولة القانون وفق تعبير كبار علماء الفقه الدستوري في سبعينيات القرن الماضي (جورج فيديل – فرنسوا لوتشير – بيار افريل – جان جيكيل وصولاً الى دومينيك روسو وغيرهم من الفقهاء). ولهذا اقتنع الرأي العام الفرنسي بأهمية ودور القاضي الدستوري في...