الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

الخواء السياسي

المصدر: "النهار"
Bookmark
العلم اللبناني.
العلم اللبناني.
A+ A-
عماد جودية لا تنطبق كلمتا "الخواء السياسي" على أصحاب الشخصيات الهزيلة والضعيفة وغير الكفوءة التي عملت وتعمل في الحقل العام في لبنان فحسب بل تشمل أيضاً زعامات وقيادات مهمة تمتعت بقماشة رجال دولة كبار. فكلمتا "الخواء السياسي" تنطبقان على كل سياسي وزعيم ورئيس ووزير وموظف كبير سواء من أصحاب الشخصيات الهزيلة أو القوية إن كان لا يملك عقلية التغيير ويفتقر للرؤية الصحيحة في بناء وتطوير مجتمعه وعاجزاً عن تأمين تقدم حقيقي لوطنه وفاشلاً في إيجاد دولة قوية تدير سلطاتها بنحو سليم ونزيه وتسيير شؤون إداراتها بعيداً عن المحسوبية والمحاصصة العائلية والحزبية والمذهبية. ولهذا نعتقد أن "الخواء السياسي" بدأ يعاني منه لبنان منذ بداية العهد الأول لجمهورية ما بعد الاستقلال الصوري، إذ إن من تولوا السلطة يومذاك كانوا يفتقرون للرؤية الوطنية في بناء وطن جامع لكل بنيه ففشلوا في إقامة دولة المواطنة التي كان يمكنها أخذ مواطنيها نحو التقدم والتطور والتحديث لكنهم أبقوهم تحت وطأة تخلف المذاهب والطوائف والعائلية السياسية العفنة باسم "عرف" سمّوه زوراً "الميثاق الوطني" وهو في الحقيقة لا علاقة له بالميثاقية ولا بالوطنية. وانسحب هذا الأمر على باقي العهود المتتالية باستثناء عهد فؤاد شهاب الذي شهد بناء مؤسسات جدية وحقيقية داخل الدولة لا تزال صامدة إلى اليوم رغم الوهن الذي أصاب تركيبتها نتيجة الأوضاع الصعبة التي مر بها البلد ولا يزال. الوحيد الذي تُسجّل له جرأته وإقدامه على إدخال تعديلات وإصلاحات جدية في بنية النظام هو رئيس مجلس النواب السابق...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم