بين جمال لبنان وقبح سلطته

موريس نهرا يشكّل لبنان بطبيعته ومناظره الخلابة، واحة جمال واخضرار في منطقتنا العربية، تجتذب بجمالها ومناخها وبطيب معشر أهلها، اللبنانيين المنتشرين في الخارج، والسيّاح العرب والأجانب. لكن الوجه الداخلي المتمثّل بسلطة الدولة وعملها هو نقيض هذا الجمال. فالخلل البنيوي لبناء السلطة أوصل البلد إلى الانهيار والفساد الشامل في كل القطاعات، بما يكشف مدى قبح الطبقة السلطوية ونظامها. والمؤسف ترافق التردّي مع التراجع الأخلاقي والقيَمي، والتفلّت من الضوابط بغرض سلب المال أو الربح غير المشروع، إضافةً إلى مصادرة المصارف ودائع الناس، وهم يعجزون حتى عن تأمين قوت عيالهم. وليس المثال الوحيد الاعتداء على الحافلات الجديدة للنقل العام، بل كذلك في دور المافيات المتحكّمة في حاجات الناس: من الدواء والغذاء، واستيراد المحروقات، إلى التراجع الكبير في القيمة الشرائية لليرة وللأجر. وحتى ما جرى إقراره من بعض الزيادات على الأجور التي لا تصل إلى 50% من قيمتها سابقاً، لا تدخل في صلب الأجر، فاعتبروها بمثابة مساعدة موقّتة....