الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

دروز فلسطين والامتحان الاصعب

المصدر: "النهار"
Bookmark
احتجاجات لدروز في قرية في الجولان السوري المحتل.
احتجاجات لدروز في قرية في الجولان السوري المحتل.
A+ A-
النائب وائل أبو فاعور لم يخف وليد جنبلاط شعوره بالخجل عندما رأى جنازة أحد الجنود القتلى الدروز ملفوفة بعلم دولة الاحتلال، وخلفها صورة كبيرة لكمال جنبلاط وسلطان باشا الأطرش. والحقيقة أن الصورة تعبر خير تعبير عن حقيقة الانقسام داخل المجتمع العربي الدرزي في فلسطين المحتلة عام ١٩٤٨، إذ إن التشييع الذي كان يجري في بلدة بيت جن الفلسطينية لضابط قتيل ملفوف بعلم الاحتلال صودف مرور جنازته أمام مقر حركة التواصل الوطني الفلسطيني التي يترأسها المحامي سعيد نفاع والتي تناضل منذ سنوات طويلة لرفض التجنيد الإجباري ولإعلاء الهوية العربية لدروز الداخل المحتل والتي ترفع صورتي كمال جنبلاط وسلطان الأطرش عنوانا ومثالا لها، وهو تعبير صارخ وصادق عن انقسام في المجتمع العربي الدرزي قام ولا يزال منذ نشوء دولة الاحتلال. لم توفر المؤسسة الصهيونية خبثا ولا تآمرا لم تستعمله مع دروز فلسطين منذ ما قبل نشوء الكيان الصهيوني، وهو ما يرد جليا في أرشيف جيش الاحتلال ووزارة خارجيته والأرشيف الصهيوني المركزي وأرشيف عصابات الهاغانا وأرشيف الوكالة اليهودية ووزارة الأقليات والخارجية البريطانية، من فكرة الترحيل إلى الأردن التي رفضها سلطان باشا الاطرش إلى فكرة الاستفراد بمجتمع فلاحي زراعي بسيط ومنعزل، لا يتجاوز عدده ال ١٤ الفا في العام الذي نشات فيه دولة الاحتلال الاسرائيلي. صعّدت إسرائيل مخاوف الدروز من محيطهم وصراعاتهم العشائرية وأبرزها مع محيطهم من البدو، فضمنت أحيانا إذعان قرية درزية بكاملها برخصة مسدس واستمرت في عملها المنظم لأسرلة الدروز (والتعبير للمفكر عزمي بشارة) وتدمير هويتهم الفلسطينية أولا والعربية والإسلامية ثانيا، في ترتيب الهويات المتداخلة وغير المنفصلة. وليس بسيطا أن دروز فلسطين شغلوا موقعا في عقلي بن غوريون وحاييم وايزمان الخبيثين والوكالة اليهودية ووزارة المستوطنات البريطانية كما يكشف الكاتب الراحل قيس فرو في...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم