الخميس - 19 أيلول 2024
close menu

إعلان

زمن التحوّلات الاستراتيجيّة وأخطار الخِفّة اللبنانية في التعامل معها!

المصدر: "النهار"
Bookmark
تمثال الشهداء في وسط بيروت.
تمثال الشهداء في وسط بيروت.
A+ A-
المحامي كارول سابا - باريس "على السياسيِّين ان يَهتمُّوا بالفُقراء، قبل أن يَهتَمّ الفقراء بالسياسة" أي قبل الثورة الشعبية. كم يَنطبق تحذير بِسْمارك الشهير على إخفاقات القيادات اللبنانية منذ عقد من الزمن الى اليوم على الأقل، لمنع الانفجار اللبناني. لا بل هم لا يزالون، في زمن المحنة، يرقصون على حافة الهاوية بِمَصلحية فئوية وزبائنية، وبخِفّة خالية من كل رؤيوية وطنية وقراءة موضوعية لمُحركات تحولات عالم اليوم الجيوسياسية الداهِمة التي تُشوِّش وتغيِّر كل قواعد المجابهة، والحرب والسلم، والردع. قد يكون عمر هذه المقالة عشرة أشهر. وهي كُتِبت بأحرف الأسى والاحترام لشهداء الوطن والجنوب الحبيب، وبأحرف الأسف على انقساماتنا الوطنية في زمن المحنة. لا مغالاة فيها لأي فريق، بل دعوة للتضامن الوطني في حدّه الأدنى، ولآلية تَلجم الانقسام الوطني وتُرسي حواراً "جديّاً" يُساعد لبنان على عبور الممر الضيِّق للأخطار الوجودية. فالمواجهة لن تنتهي عن قريب بوقف نار أو هدنة. فالذي يقرأ بواقعية سياسية، خريطة السياسات الإقليمية والدولية وتناقضاتها، وجغرافية الاخطار والمطامع، يَعي أن السياسات الخطرة والمتوترة إقليمياً ودولياً، مُرشَّحة للاستمرار والتنامي. قد يكون بالفعل، عنوان المرحلة، هو الصراع بين المشاريع القومية العلمانية التقدميّة، من جهة، والمشاريع الميسيانية اليمينية المُتديِّنة الشعبوية المُحافظة، من جهة أخرى. أما العنوان الثاني، فهو تصادُم المشاريع المِيسيانية بعضها بين بعض. فالعالم يَشهد اليوم تنامي حركة يمينية شعبوية عالمية مُحافظة ميسيانية الطابع، تُعدّ حرب ردّة مِن المُحافظين الجُدد، على الانعكاس القِيَميّ الذي يشهده العالم منذ عقود بفعل العولمة المُتوحشة، التي فكَّكت كل القِيَم التقليديّة. تُلاقي هذه الحركة الشعبوية من روسيا، وبولندا، وهنغاريا، مروراً بإيطاليا وفرنسا، وصولاً الى الأرجنتين وأميركا ترامب، القوى اليمينية المتطرفة التقليدية، بفعل فشل اليمين واليسار التقليدي في الوصول الى حوكمة مُنتجة، مُتوازنة للتقليد والحداثة. والشرق أيضاً يشهد تنامي مشاريع ميسيانية دينية. من الميسيانية اليهودية اليمينية،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم