ماذا تريد مصر تحديداً؟

قام وزير البترول والثروة المعدنية المصري كريم بدوي الخميس 29 آب الماضي، بزيارة للعاصمة القبرصية نيقوسيا بدعوة من نظيره القبرصي جورج باباناستاسيو من أجل تبادل الرؤى بين الجانبين. خبر كهذا كاد يكون عادياً، لو توقّفت المباحثات على مناقشة التطورات الدولية والإقليمية، لكنّه خرج عن الخبر الاعتيادي عندما تناولت المحادثات موضوع الطاقة العالمية، حيث أكد الجانبان الحاجة إلى تعزيز التعاون بين قبرص ومصر في ما يتعلّق بتنفيذ الهدف المشترك المتمثّل في إنشاء ممرّ موثوق للطاقة من شرق البحر المتوسط إلى أوروبا لنقل الغاز الطبيعي وللطاقة الخضراء. رغم أهمية الممرّ الذي سيعزّز من مكانة مصر الاقتصادية على مستوى المنطقة والعالم، بعدما تعرّضت مكانتها في قناة السويس لاهتزازات كثيرة من جراء تنفيذ حركة الحوثيين في اليمن ضربات واعتداءات على السفن التي تمرّ عبر البحر الأحمر، لكنّ هذا الممرّ سيشكّل حالة استفزازية واضحة لكل من تركيا وروسيا، ما سيضع مصير العلاقات الثنائية، التركية – المصرية، والمصرية – الروسية أمام تحدٍّ جديد؛ فهل القاهرة مستعدّة لمثل هذه التحديات رغم حاجتها إلى الممرّ الاقتصادي القبرصي؟ دخلت جمهورية قبرص وتركيا في نزاعٍ حول نطاق مناطقها الاقتصادية الخالصة، بدأ ظاهرياً بعد التنقيب عن...