النهار

المعارك تحتدم في السودان... والجيش يتقدّم في الجزيرة
المصدر: أ ف ب
وفقاً للأمم المتحدة، أصبحت 70 في المئة من المرافق الصحية في السودان خارج الخدمة.
المعارك تحتدم في السودان... والجيش يتقدّم في الجزيرة
دورية لقوّات الأمن السودانية في منطقة تجارية بمدينة القضارف شرق السودان. (ا ف ب)
A+   A-
شهدت ولاية القضارف جنوب شرق العاصمة السودانية قصفاً جوّياً الثلثاء بمسيّرات تابعة لقوّات الدعم السريع للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في البلاد بينها وبين قوات الجيش منذ قرابة العام.

وأفاد مسؤول أمنى وشهود عيان في الولاية بأن المسيّرات قامت بقصف مقرّات تابعة الجيش وجهاز الأمن والمخابرات السودانية.

وقال مسؤول أمني لوكالة "فرانس برس" إن "مسيّرة قصفت مقر جهاز الأمن والمخابرات وسط مدينة القضارف ولكنّها لم تحدث أضراراً".
 
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم إيراد اسمه أن "قصفت مسيّرة أخرى المنطقة (الواقعة) أمام مقر الجهاز القضائي المجاور لمبنى جهاز الأمن".
 
 
وفي الوقت نفسه أفاد شهود عيان في الولاية التي تبعد حوالي 450 كيلومتراً شرق العاصمة الخرطوم عن قيام مسيّرة ثالثة بقصف مقر الجيش في القضارف، من دون الإشارة إلى وقوع خسائر، فضلاً عن "أصوات كثيفة للمضادات الأرضية".

وأكّد مسؤول عسكري تعرّض مقر الفرقة الثانية للجيش السوداني بمنطقة "الفاو" بولاية القضارف للقصف. وتبعد المنطقة نحو 25 كيلومتراً عن المنطقة التي تشهد حالياً اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش والدعم السريع على الحدود بين ولايتي القضارف والجزيرة.
 
وفي سياق متّصل، أكّد مسؤول عسكري لـ"فرانس برس" أن قوات الجيش "أحرزت تقدّماً في اتجاه غرب مدينة ود مدني (عاصمة ولاية الجزيرة) وصارت على بعد حوالي 10 كيلومترات منها".

وتدور مواجهات عنيفة بين الجانبين، بحسب ما أوضح المسؤول، في الاتجاهين الشرقي والجنوبي لود مدني عاصمة ولاية الجزيرة والتي أعلنت قوّات الدعم السريع سيطرتها عليها نهاية العام الماضي.

والأحد، أدانت لجنة أطباء السودان المؤيدة للديموقراطية في بيان "المجزرة التي ارتكبتها قوّات الدعم السريع في قرية أم عضام" بولاية الجزيرة.

وأشارت إلى أن "هذا العمل البربري أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 28 من أبناء القرية الأبرياء، وإصابة أكثر من 240 شخصاً بجروح متفاوتة الخطورة".
 
قصف في دارفور 
وفي إقليم دارفور غرب البلاد، أفاد شهود عيان عن توجيه الطيران الحربي ضربات في مدن نيالا عاصمة جنوب دارفور والضعين عاصمة شرق دارفور والفاشر عاصمة شمال دارفور ليل الإثنين الثلثاء.

وكان برنامج الأغذية العالمي أعلن الأسبوع الماضي وصول بعض مواد الإغاثة إلى إقليم دارفور للمرّة الأولى منذ أشهر عبر الحدود مع تشاد، إلا أنّه كرّر التحذير من تفاقم كارثة الجوع في البلاد.
 
 
وبحسب البرنامج التابع للأمم المتحدة، وصلت إلى مناطق في دارفور نهاية الشهر الماضي قافلتا مساعدات كانتا محملتين مواد غذائية يستفيد منها نحو 250 ألف شخص يعانون من الجوع الحاد.
 
"أشخاص يائسون"
إلى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أن آلاف الأشخاص اليائسين يفرّون يومياً من السودان بعد مرور عام على اندلاع النزاع "كما لو أن حالة الطوارئ بدأت بالأمس".

وقالت أولغا سارادو مور، المتحدّثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، "بعد مرور عام، ما زالت الحرب مشتعلة في السودان الذي يعاني وجيرانه واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية وأزمات النزوح وأصعبها في العالم".

وأضافت في مؤتمر صحافي في جنيف "لقد حطّم الصراع المستمر حياة الناس، وملأهم بمشاعر الخوف والخسارة. والهجمات على المدنيين، والعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي المرتبط بالنزاع، مستمرة بلا هوادة".

وتابعت "لقد شهد السودان تدميراً شبه كامل للطبقة الوسطى الحضرية: فقد فقد المهندسون المعماريون والأطباء والمعلمون والممرضون والمهندسون والطلاب كل شيء".

وأردفت سارادو مور "الآلاف يعبرون الحدود يومياً كما لو أن حالة الطوارئ بدأت بالأمس". وأضافت أن الفارين من البلاد، وأغلبهم من النساء والأطفال، يصلون إلى مناطق نائية عبر الحدود "مع القليل أو بلا أي شيء وبحاجة ماسة إلى الغذاء والماء والمأوى والرعاية الطبية".

وأضافت "مع استمرار النزاع، وتفاقم النقص في المساعدات والفرص، سيضطر مزيد من الأشخاص إلى الفرار من السودان إلى البلدان المجاورة أو الانتقال إلى أماكن أبعد، معرضين حياتهم للخطر من خلال الشروع في رحلات طويلة وخطيرة بحثاً عن الأمان".
 
وأدّى القتال منذ 15 نيسان (أبريل) 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوّات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، الرجل الثاني السابق في السلطة العسكرية، إلى مقتل آلاف الأشخاص.
 
وأسفر عن نزوح نحو ثمانية ملايين آخرين، لجأ أكثر من 1,5 مليون منهم إلى الدول المجاورة، بحسب الأمم المتحدة.

ووفقاً للأمم المتحدة، أصبحت 70 في المئة من المرافق الصحية في السودان خارج الخدمة.
 
وتسبّب النزاع بكارثة إنسانية، إذ يحتاج حوالى 25 مليون شخص، أي ما يعادل أكثر من نصف السكان، إلى المساعدات، بينهم نحو 18 مليوناً يواجهون انعداماً حادّاً للأمن الغذائي، وفق بيانات الأمم المتحدة.
 
ويُتهم طرفا النزاع بارتكاب جرائم حرب، بما فيها استهداف مدنيّين وقصف عشوائي لمناطق سكنية ونهب المساعدات وعرقلة وصولها.
 

اقرأ في النهار Premium