النهار

حملة فاعلة لمقاطعة الأسماك بعد ارتفاع أسعارها في مصر
المصدر: النهار العربي
نشر مستخدمون بمواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو، قالوا إنها تظهر سوق السمك في بورسعيد شبه خالية تماماً من الزبائن يومي الاثنين والثلثاء. وقال بعض المدونين إن الجميع تقريباً استجاب للمقاطعة...
حملة فاعلة لمقاطعة الأسماك بعد ارتفاع أسعارها في مصر
صورة متداولة لسوق السمك بمحافظة بورسعيد بعد المقاطعة. (فايسبوك)
A+   A-

انتشرت دعوات في مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، لمقاطعة أسواق الأسماك، بعد ارتفاع أسعارها بمعدلات كبيرة. وكانت الدعوات بدأت تتفاعل في محافظة بورسعيد، أمس الاثنين، على أن تستمر لمدة أسبوع، إلا أن تأثر سوق السمك في المحافظة الساحلية بشكل ملحوظ، شجع محافظات أخرى على الانضمام للدعوات.

 

ونشر مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو، قالوا إنها تظهر سوق السمك في بورسعيد شبه خالية تماماً من الزبائن يومي الاثنين والثلثاء. وقال بعض المدونين إن الاستجابة للمقاطعة كانت كبيرة وعامة، وأعداد من توجهوا لشراء الأسماك قليلة وغير مؤثرة.

 

 

ارتفاع جنوني

وقال أدمن صفحة "سوق السمك الدمياطي" وليد الحسيني لـ"النهار العربي": "بالغ التجار بشكل كبير في رفع أسعار الأسماك، ما اضطرنا للدعوة للمقاطعة، على سبيل المثال، الآن هو موسم سمك الشبار المبطرخ، وهو أحد الأنواع التي يحبها سكان بورسعيد ودمياط ومحافظات أخرى، وقد كان سعره في شهر رمضان الماضي ما بين 30 إلى 50 جنيهاً مصرياً (قرابة دولار أميركي)".

 

وأضاف أدمن الصفحة التي كانت ضمن أوائل الصفحات التي بدأت الدعوات للمقاطعة، إن سعر "الشبار المبطرخ" ارتفع إلى نحو 200 جنيه، "وهذا ارتفاع جنوني، لهذا كان لا بد من اتخاذ موقف".

 

 

تأثير واضح

قالت سيدة من سكان محافظة الإسماعيلية تدعى فاطمة عمار على صفحتها في "فايسبوك" إن محلات السمك في بورسعيد، التي كانت تبيع "الشبار الأخضر" بنحو 150 جنيهاً (قرابة 3 دولارات)، باتت تبيعه، اليوم، بمبلغ 60 جنيهاً فقط (نحو 1.5 دولار).

 

ونشرت السيدة عن أنواع أخرى من الأسماك، لافتة إلى انخفاض أسعارها بما يناهز 50 بالمئة أو أقل قليلاً، وتساءلت "هل نستطيع أن نفعل مثلهم في الإسماعيلية؟".

 
إحدى صور الدعوات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر 

 

وقال عدد من المدونين إن الأسماك التي يعرضها التجار في بورسعيد، اليوم الثلثاء، غير طازجة وبعضها مهترئ، ومن ثم حتى الذين سوف يكسرون المقاطعة ويذهبون للشراء، لن يجدوا أسماكاً جيدة.

 

وأشار حساب يحمل اسم "جهاد أحمد" على موقع التدوينات القصيرة "إكس"، إلى استمرار المقاطعة لليوم الثاني على التوالي، وقال في تغريدة: "سوق السمك خالية تماماً، وهذا لليوم الثاني على التوالي. انطلاق مبادرة مقاطعة السمك حتى انخفاض الأسعار بالسعر العادل لها، وعدم استغلال التجار، ووصول المبادرة إلي الإسماعيلية والإسكندرية ودمياط، استكمالاً لما قاموا به البورسعيدية البواسل الشجعان".


 

 

جشع تجار

أرجع مدونون مصريون سبب ارتفاع أسعار الأسماك إلى اتجاه عدد كبير من المصريين إلى شرائها، كبديل بروتيني للحوم الحمراء التي قفزت أسعارها بنسب كبيرة خلال الأشهر الماضية، لافتين إلى أن هذا الإقبال دفع تجار الأسماك إلى رفع أسعار سلعهم نظراً لتزايد الطلب عليها، ما جعل بعض الأصناف تقترب أسعارها من أسعار اللحوم الحمراء.

 

وعلق فرج محمد على صفحته في "فايسبوك": "تجار السمك رفعوا أسعاره، فقال البورسعيدية لبعضهم: البحر بحرنا والتجار يتحكمون فينا، إذا المقاطعة. إنها مقاطعة حقيقية، الأسواق خلت، والتجار خفضوا أسعار الأسماك، للنصف، لكنهم (اي أهل بورسعيد) أصروا أن يفسد السمك، ويخسر التجار أموالهم. بلد الرجالة صحيح".

 

 

وكانت مصر قد شهدت ارتفاعات متتالية لأسعار السلع، خلال الأشهر السابقة، وذلك بسبب نقص الدولار الأميركي في البنوك، وظهور السوق السوداء للعملة الصعبة، ما أدى لارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه لمستويات غير مسبوقة.

 

لكن في شهر آذار (مارس) الماضي، تم تعويم سعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية، ما ألغى وجود سعرين لصرف الدولار، ومن ثم باتت الحجة التي كان يرفع بسببها التجار أسعار سلعهم لاغية، إلا أن أسعار الكثير من السلع لم تتراجع، ما دفع الحكومة للتدخل، في حين واصلت سلع أخرى ارتفاعها، بما في ذلك سلع يتم انتاجها محلياً، وهذا ما سلط الأضواء على التجار، وحفز المواطنين على بدء دعوات المقاطعة.

 

اقرأ في النهار Premium