أدّى هجوم شنّته قوّات الدعم السريع على قرية في وسط السودان إلى مقتل "ما يصل إلى 100" شخص، وفق ما أعلنت لجنة ناشطين مؤيدة للديموقراطية الخميس.
وقالت لجنة مقاومة ود مدني، وهي واحدة من مئات المجموعات الشعبية المماثلة في كل أنحاء السودان، إن قوّات الدعم السريع التي تخوض حرباً مع الجيش منذ نيسان (أبريل) 2023 "هاجمت القرية مرتين" الأربعاء بالمدفعية الثقيلة، مضيفة أنّها "تنتظر حصيلة مؤكّدة للقتلى والجرحى" من ود النورة في ولاية الجزيرة.
ونشرت اللجنة على وسائل التواصل الاجتماعي لقطات لما قالت إنه "مقبرة جماعية" في الساحة العامة، تظهر صفوفاً من الأكفان البيضاء.
قال الجيش السوداني إنه سيرد "ردا قاسيا" على الهجوم. وجاء بيان الفريق ركن عبد الفتاح البرهان قائد القوات المسلحة عقب اتهامات من نشطاء محليين بأن الجيش لم يستجب لنداءات من أجل المساعدة أمس الأربعاء.
ولم يرد الجيش على طلب للتعليق.
من جهتها، دعت مسؤولة بارزة في الأمم المتحدة في السودان اليوم إلى إجراء تحقيق في حادث الهجوم على القرية.
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية كليمنتين نكويتا سلامي: "حتى بالمعايير المأساوية للصراع في السودان، فإن الصور التي تظهر من ود النورة تفطر القلب".
واستشهدت سلامي بصور نشرتها على وسائل التواصل الاجتماعي لجان مقاومة ود مدني التي تتابع مثل هذه الهجمات ويظهر فيها عشرات الجثامين في أكفانها قبل الدفن.
من جهتها، أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان بأنها تلقت "تقارير تفيد بمقتل ما لا يقل عن 35 طفلا" في الهجوم.
ونقل البيان عن مديرة اليونيسف كاترين راسل قولها: "لقد شعرت بالرعب من التقارير التي تفيد بمقتل ما لا يقل عن 35 طفلا وإصابة أكثر من 20 طفلا خلال الهجوم الذي وقع أمس (الاربعاء) على قرية ود النورة بولاية الجزيرة السودانية".
وأدّت الحرب التي اندلعت في السودان منتصف نيسان (أبريل) 2023، إلى مقتل الآلاف بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة.
لكن ما زالت حصيلة قتلى الحرب غير واضحة في ما تشير بعض التقديرات إلى أنها تصل إلى "150 ألفاً" وفقاً للمبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو.
ونفّذت قوّات الدعم السريع هجمات متكرّرة على قرى بكاملها في كل أنحاء السودان، خصوصاً في ولاية الجزيرة.
وقالت قوّات الدعم السريع في بيان الخميس إنّها هاجمت ثلاثة معسكرات للجيش في منطقة ود النورة واشتبكت مع العدو "خارج المدينة".
"أسوأ أزمة نزوح داخلي"
والخميس حذرت منظمة الهجرة الدولية في بيان من أن عدد النازحين بسبب الحرب في السودان قد يصل إلى 10 ملايين في الأيام المقبلة، واصفة الوضع بأنه استمرار لـ"أسوأ أزمة نزوح داخلي في العالم".
وأوضحت المنظمة التابعة للأمم المتحدة أن عدد النازحين في جميع أنحاء البلاد بلغ منذ اندلاع الحرب 7,1 ملايين شخص، ليضاف إلى 2,8 مليون نازح قبل الحرب.
وبحسب بيان المنظمة فإن "أكثر من نصف النازحين داخلياً هم من النساء، وأكثر من ربعهم من الأطفال دون الخامسة".
وأشارت المنظمة إلى أن "70 % من الأشخاص الذين أجبروا على النزوح في السودان يحاولون الآن البقاء على قيد الحياة في أماكن معرضة لخطر المجاعة".
وقالت مديرة المنظمة ايمي بوب، بحسب البيان، "تصوروا مدينة بحجم لندن يتم تهجيرها"، في إشارة إلى عدد النازحين في السودان، وأضافت "هذا هو الحال، لكنه يحدث مع التهديد المستمر بتبادل إطلاق النار، والمجاعة والمرض والعنف العرقي والعنف القائم على النوع الاجتماعي".
وسجلت منظمة "أطباء بلا حدود" الأسبوع الماضي مقتل 134 شخصا بسبب الاشتباكات في الفاشر على مدى أسبوعين منذ بدء القتال في المدينة في نيسان (أبريل) الماضي.