أعلنت منظمة أطباء بلا حدود الإغاثية الطبية مساء الأحد أن المنظمة علقت جميع الأنشطة في مستشفى الفاشر الجنوبي بولاية شمال دارفور، وذلك بعد اقتحام قوات الدعم السريع للمستشفى وإطلاقها النار بداخله.
وقالت المنظمة في بيان على تويتر إنه تم تعليق كافة الأنشطة بالمستشفىى أمس السبت "بعد أن اقتحم جنود من قوات الدعم السريع المنشأة وفتحوا النار ونهبوها، وسرقوا سيارة إسعاف تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود".
وأشارت إلى أنه في ذلك الحين لم يكن هناك سوى 10 مرضى وفريق طبي مصغر حيث كانت فرق المنظمة ووزارة الصحة قد بدأتا في نقل المرضى والخدمات الطبية إلى مرافق أخرى في وقت سابق بسبب اشتداد القتال.
وأضاف البيان: "تمكن معظم المرضى والفريق الطبي المتبقي، بما في ذلك جميع موظفي أطباء بلا حدود، من الفرار من إطلاق النار. وبسبب الفوضى، لم يتمكن فريقنا من التحقق مما إذا كان هناك قتلى أو جرحى".
وأشارت المنظمة إلى أن الواقعة لم تكن حادثة معزولة، "حيث تعرض الموظفون والمرضى لهجمات على المنشأة لأسابيع من جميع الجهات، لكن إطلاق النار داخل المستشفى يعد تجاوزا للحدود".
وقال رئيس قسم الطوارئ في أطباء بلا حدود ميشيل لاشاريت: "يجب على الأطراف المتحاربة وقف الهجمات على مرافق الرعاية الطبية. المستشفيات تغلق أبوابها، والمرافق المتبقية لا تستطيع التعامل مع الأعداد الكبيرة من الضحايا. نحاول إيجاد حلول، لكن مسؤولية تفادي المرافق الطبية تقع على عاتق الأطراف المتحاربة".
وتؤوي مدينة الفاشر الواقعة في إقليم دارفور بشمال غرب السودان أكثر من 1.8 مليون ساكن ونازح، وهي أحدث جبهة في القتال الدائر منذ نيسان (أبريل) 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وتسعى قوات الدعم السريع، التي تسيطر على العاصمة الخرطوم ومعظم المناطق في غرب السودان، إلى التقدم أكثر في وسط البلاد، فيما تقول وكالات تابعة للأمم المتحدة إن الشعب السوداني يواجه "خطر مجاعة وشيكاً".
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 130 ألفا فروا من منازلهم في الفاشر بسبب الأعمال القتالية في نيسان وايار (مايو) الماضيين.
يذكر أن مستشفى أطباء بلا حدود هو الوحيد في مدينة الفاشر القادر على التعامل مع ما تصفه المنظمة بأنها أحداث يومية تشهد سقوط أعداد كبيرة من القتلى والمصابين.
وقالت المنظمة إن نحو 1315 جريحاً دخلوا المستشفى فيما توفي 208 بداخله خلال الفترة من 10 ايار إلى السادس من حزيران (يونيو)، لكن عدداً كبيراً من الأشخاص لا يقدر على الوصول إلى المستشفى بسبب القتال.
من جهتها ذكرت غرفة طوارئ الفاشر والمعسكرات، وهي مجموعة من المتطوعين، الأحد إن مقاتلي قوات الدعم السريع داهموا المستشفى السبت، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدة أشخاص ونهب أدوية وسيارة إسعاف وإجبار المستشفى على غلق أبوابه.
وقال شاهد لـ"رويترز" إنه رأى أشخاصاً يخرجون من المستشفى، وقال شهود آخرون إن قوات الدعم السريع أطلقت صواريخ على المستشفى والمناطق المجاورة له.
وقالت تنسيقية مخيم أبو شوك ومتطوع إن هجوماً آخر وقع السبت على المخيم الواقع إلى الشمال من المدينة، مما أثر على مركز طبي آخر وأدى إلى مقتل اثنين على الأقل وإصابة أكثر من 30 شخصاً.
في سياق متصل، نشر مختبر البحوث الإنسانية بجامعة ييل الأميركية تقريراً الأسبوع الماضي قال فيه إن نحو 40 تجمعاً سكنياً خارج المدينة تعرض لحرائق متعمدة منذ آذار. وقال سكان محليون إن قوات الدعم السريع مسؤولة عن الهجمات.
ويواجه الأشخاص الذي يتركون المدينة خطراً كبيراً، إذ يقول السكان إن الفارين يتعرضون للهجوم وحتى القتل على الطريق الرئيسي المؤدي إلى خارج المدينة والذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع.
وذكر عامل إغاثة وسكان أن معظم الفارين إما يتجهون جنوباً إلى معسكر زمزم أو غرباً إلى منطقتي طويلة وجبل مرة، اللتين تسيطر عليهما جماعات مسلحة منها فصيل جيش تحرير السودان الذي يرأسه عبدالواحد محمد نور.