حث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الزعماء العرب اليوم الاثنين على الضغط على حركة "حماس" للموافقة على اقتراح وقف إطلاق النار الذي طرحه الرئيس جو بايدن قبل عشرة أيام لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر في غزة.
وتلك هي الجولة الثامنة لبلينكن في المنطقة منذ أن شنت "حماس" هجوما على إسرائيل في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، مما فجر الحلقة الأكثر دموية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود.
وتأتي الزيارة في وقت حرج تسعى فيه واشنطن لزيادة الضغط على "حماس" للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل وضمان عدم اتساع رقعة الحرب إلى لبنان.
العقبة الوحيدة...
وقال بلينكن إن "حماس" هي العقبة الوحيدة التي لم تقبل الاقتراح المكون من ثلاث مراحل والذي يتضمن إطلاق سراح الرهائن وإجراء محادثات من أجل إنهاء القتال، مشيرا إلى أن إسرائيل وافقت عليه.
وقالت "حماس" في أيار (مايو) إنها وافقت على اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين، لكن مسؤولا إسرائيليا قال في ذلك الوقت إن إسرائيل لا تقبل هذا الاتفاق لأن بنوده قد "خُففت".
وقال بلينكن للصحافيين قبل مغادرته مصر حيث التقى مع الرئيس عبدالفتاح السيسي: "رسالتي لحكومات المنطقة وشعوبها هي إذا كنتم تريدون وقف إطلاق النار، فاضغطوا على حماس للموافقة".
ووصل بلينكن إلى إسرائيل مساء اليوم الاثنين، وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنه شدد على أهمية وجود خطة لما بعد الحرب في غزة خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأضافت الوزارة أن بلينكن أكد أيضا ضرورة الحيلولة دون اتساع نطاق الصراع.
وتابعت قائلة: "أكد (بلينكن) مجددا أن اقتراح (وقف إطلاق النار) المطروح على الطاولة سيتيح إمكانية (استعادة) الهدوء على طول الحدود الشمالية لإسرائيل ومزيدا من الاندماج مع دول المنطقة".
ومن المقرر أن يعقد بلينكن اجتماعا أيضا مع وزير الدفاع يوآف غالانت في وقت لاحق من اليوم.
وقال بلينكن إنه سيبحث أيضا خطط الحكم في غزة وإعادة إعمارها بعد الصراع، وذلك خلال الزيارة التي سيجتمع خلالها أيضا مع مسؤولين بارزين في الأردن وقطر.
وتأتي الجولة بعد أن طرح بايدن في 31 أيار (مايو) الخطوط العريضة لاقتراح إسرائيلي من ثلاث مراحل لوقف إطلاق النار ينص على وقف دائم للأعمال القتالية وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين وإعادة إعمار غزة.
وقال بلينكن إن مسؤولين مصريين تواصلوا مع "حماس" قبل ساعات قليلة.
وشدد على ضرورة الحصول على رد من "حماس" بخصوص الاتفاق، لكنه رفض تقديم مزيد من التفاصيل عن المحادثات التي أجراها.
وجرت محادثات مكثفة لوقف إطلاق النار منذ خطاب بايدن، واجتمع مدير المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) وليام بيرنز مع مسؤولين كبار من مصر وقطر يوم الأربعاء في الدوحة لبحث المقترح.
وأعلن بايدن مرارا خلال الأشهر القليلة الماضية عن قرب التوصل لهدنة لكن الصراع لم يشهد سوى هدنة واحدة لمدة أسبوع في تشرين الثاني (نوفمبر).
وأنقذت القوات الإسرائيلية أربعا من الرهائن الذين كانت "حماس" تحتجزهم، وذلك في عملية في قطاع غزة يوم السبت قُتل خلالها 274 فلسطينيا وفقا لوزارة الصحة في غزة.
ولم يرد بلينكن على سؤال عما إذا كانت هذه العملية قد بددت الآمال في التوصل إلى اتفاق.
وقال بلينكن: "في النهاية، لا أستطيع أن أعرف لا أنا ولا أحد منكم ما يدور في ذهن حماس أو قادتها... لذلك نحن لا نعرف ماذا سيكون الرد".
وتأتي رحلة بلينكن بعدما أعلن الوزير الإسرائيلي بيني غانتس استقالته أمس الأحد من حكومة الطوارئ التي يرأسها نتنياهو، مما يعني انسحاب القوة الوحيدة التي تنتمي لتيار الوسط من الائتلاف الحاكم الذي يهيمن عليه الآن اليمين المتطرف.
وقال مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأميركية إن من المتوقع أن يلتقي بلينكن مع غانتس غدا الثلاثاء. والتقى بلينكن في السابق مع غانتس خلال زياراته لإسرائيل.
رفض التهجير...
بدورها، ذكرت الخارجية الأميركية أن بلينكن بحث مع الرئيس المصري في اقتراح وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن جميع الأسرى، مشدّداً على أنّه "سيخفّف معاناة الفلسطينيين في غزة وأن على حماس قبوله بدون تأخير".
وجدّد بلينكن رفض الولايات المتحدة لأي تهجير قسري للفلسطينيين من غزة.
وبحث الطرفان في "أهمية إعادة فتح معبر رفح وحماية المدنيين والعاملين بالمجال الإنساني بالإضافة إلى خطط الحكم والأمن وإعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الحرب في غزة".
"حماس" ترد...
من جهّته، اعتبر رئيس الدائرة السياسية لحركة "حماس" في الخارج سامي أبو زهري لـ"رويترز" اليوم الإثنين أن تصريحات بلينكن منحازة لإسرائيل وموقفه يمثّل عقبة حقيقية أمام التوصّل إلى اتّفاق.
وأضاف "خطاب بلينكن خلال زيارته للقاهرة هو مثال للانحياز لإسرائيل وتوفير الغطاء الأميركي للمحرقة التي يمارسها الاحتلال في غزة. هذه المواقف هي المعيق الحقيقي أمام التوصّل لأي اتّفاق".