نفت الكنيسة الأرثوذكسية في مصر أي علاقة بين قرارها إيقاف القس دوماديوس حبيب إبراهيم عن الخدمة الكهنوتية، والضجة التي أثارها، خلال الأيام القليلة الماضية، بعد قيامه بذبح عجل مع حلول عيد الأضحى وتوزيع لحومه، وكذلك تقديمه هدايا لأطفال صبيحة العيد خلال وجودهم في إحدى الحدائق العامة في القاهرة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القمص موسى إبراهيم لـ"النهار العربي": "بالطبع لا علاقة بين القرار الصادر عن الكنيسة بشأن الأب القس دوماديوس وموضوع توزيع هدايا لإخواننا، ولا بذبحه عجلاً قبل عيد الأضحى".
وكان بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي ربط بين القرار الذي أعلنته الكنيسة في بيان رسمي، يوم الخميس، وقيام القس دوماديوس بتوزيع اللحوم والهدايا على المصريين المسلمين في عيدهم الذي بدأ الأحد الماضي، إلا أن آخرين نفوا هذه العلاقة باعتبار أن ثمة كنائس قبطية تقوم بتنظيم موائد لإفطار الصائمين في شهر رمضان، ويشارك آباؤها بتهنئة المسلمين في أعيادهم ومناسباتهم الدينية.
وأكد المتحدث باسم الكنيسة القبطية أن "لا غضاضة لدينا في هذا الأمر، علاقتنا مع إخواننا المسلمين تعبر عنها الكثير من السلوكيات المشابهة، نحن نعيش معاً، ونتشارك في كافة المواقف والمناسبات".
وأشار البيان الذي أصدرته الكنيسة إلى أن "كل ما صدر عن القس دوماديوس من تصرفات مثيرة للجدل لا يمثل سوى شخصه، والكنيسة غير مسؤولة عن تلك التصرفات".
وأضاف: "هذا الأب أثار الكثير من الأزمات والمشكلات عبر سنوات في كل كنيسة خدم فيها، وتنقل بسبب مشكلاته بين عدة كنائس، فضلاً عن صدور تصرفات منه من حين إلى آخر تثير الجدل في الشارع وعلى وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وطوال سنوات حاولت الكنيسة من خلال آبائها حل مشكلاته، ومعالجة أخطائه بروح الأبوة، حرصاً على سلامه، وخلاصه، وتم نصحه كثيراً ومُنح فرصاً عديدة، فعلنا هذا بكل صبر وأناة وفي هدوء".
كما تطرق البيان إلى أنه "تم التحقيق معه في شهر آب (أغسطس) من العام الماضي، وصدر قرار بإيقافه عن العمل الكهنوتي، وهو القرار الذي لم يلتزم به، بل تمادى مؤخراً في تصرفاته المثيرة للجدل".
وذكر القرار الذي توصلت إليه الكنيسة: "بناء على ما سبق أصدر قداسة البابا تواضروس الثاني قراراً بتشكيل لجنة من ثلاثة أعضاء من أحبار الكنيسة وبعض الآباء الكهنة للتحقيق معه، وتم استدعاؤه الأربعاء الموافق 19 حزيران (يونيو) 2024 للمثول أمام اللجنة، حيث تم الاستماع إليه ومناقشته في تلك التصرفات، وفي أسباب عدم التزامه بقرار قداسة البابا الصادر في 12 آب (أغسطس) 2023 بإيقافه عن الخدمة الكهنوتية. وانتهت اللجنة إلى ما يلي: استمرار إيقاف القس دوماديوس حبيب إبراهيم عن الخدمة الكهنوتية".