فتحت كنائس مصرية عدة أبوابها لطلاب الثانوية العامة للمذاكرة، بعد قرار للحكومة المصرية بزيادة ساعات انقطاع التيار الكهربائي، وفقاً لخطة جديدة لتخفيف الأحمال، على ضوء تعثر وصول بعض شحنات الغاز التي تستوردها القاهرة من الخارج.
وحظيت الخطوة التي اتخذتها الكنائس باهتمام وسائل إعلام محلية ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، ونشرت بعض الصفحات قوائم بأسماء الكنائس التي فتحت قاعاتها للطلاب كي يستطيعوا مراجعة دروسهم، في وقت يخوضون امتحانات نهاية العام الدراسي.
ومع امتداد أزمة الكهرباء، قامت الكنائس بشراء مولدات كهرباء خاصة، وتشغيلها خلال فترات تخفيف الأحمال التي تمتد لنحو 3 ساعات يومياً، وتوفر بعض الكنائس في القاهرة، والإسكندرية، وبورسعيد، والمنوفية، ومناطق أخرى قاعات مكيفة، أو بها مراوح للتهوية، وخدمة الاتصال بالإنترنت للطلاب الذين بدأت في استضافتهم.
"خارج الصندوق"
وقال المتحدث الإعلامي باسم مطرانية الأقباط الأرثوذكس ببورسعيد القس أرميا فهمي في حديث مع برنامج "حضرة المواطن": "الحقيقة نحن في أزمة، والدولة تحارب في كافة الأصعدة لحل هذه الأزمة، ومن ثم كان من اللازم أن تكون هناك أفكار خارج الصندوق".
وأضاف: "لقد فكرنا في كيفية مساعدة طلاب الثانوية العامة، إذ وردتنا الكثير من الشكاوي (من الطلاب) أنهم يذاكرون من خلال تطبيق "زووم" والإنترنت منقطع، والاتصالات تواجه مشاكل خلال انقطاع الكهرباء، فقلنا إنه في كل حي يوجد كنيستان أو ثلاث، ولديها مولدات كهرباء يمكن تشغيلها".
ولفت إلى أن الكنائس بدأت بالفعل في استقبال الطلاب، ووضعت قواعد لتنظيم مذاكرتهم داخل القاعات في هدوء، مؤكداً أن القاعات ستبقى مفتوحة للطلبة حتى الانتهاء من امتحانات الثانوية العامة، وزوال أزمة انقطاع التيار الكهربائي.
تفاعل واسع
حظي الخبر بتفاعل كبير على مواقع التواصل، وتوالت التعليقات الإيجابية التي تثني على مبادرة الكنائس، في حين اعتبر البعض أن هذه الخطوة تعكس لجوء المواطنين إلى الحلول الذاتية بعد "فشل الحكومة" في توفير الكهرباء باعتبارها حاجة أساسية للمواطنين.
وقال محمد بدر عبر "فايسبوك": "اليوم كان مشهداً رائعاً يعكس روح المحبة والتعاون من الكنائس المصرية على مستوى الجمهورية، حيث فتحت أبوابها لجميع طلاب الثانوية العامة دون تمييز، لتوفير بيئة ملائمة للدراسة في ظل انقطاع التيار الكهربائي المستمر".