أثار تعيين السفير بدر عبد العاطي وزيراً للخارجية في الحكومة المصرية الجديدة، اهتماماً شديداً من كثير من المتابعين، وفاجأ بعض الأوساط كون الوزارات السيادية (الدفاع، والداخلية، والخارجية) نادراً ما تشهد تغييراً يتواكب مع التعديلات الوزارية في البلاد.
ومما أثار التساؤلات أيضاً أن الوزير سامح شكري كان واحداً من أكثر وزراء الخارجية المصريين بقاء في منصبه، إذ واكب 3 رؤساء حكومات، منذ توليه الوزارة عام 2014، ما جعل كثيرين يتكهنون بأنه سيحتفظ بموقعه في التشكيل الجديد.
ويأتي الاهتمام الذي حظي به الوزير الجديد في دوائر السياسة والإعلام من كونه معروفاً بنشاطه وحماسته في كل منصب تولاه، كما أن الفترة التي عمل بها متحدثاً رسمياً باسم وزارة الخارجية خلال ثورة 30 حزيران (يونيو) 2013 وبعدها كانت فترة مفصلية تموج بالتحديات والأحداث، وأثبت خلالها حضوراً قوياً وفاعلاً في وسائل الإعلام المحلية والدولية.
ويعد الدورالمحوري الذي لعبه في توطيد العلاقات المصرية - الأوروبية، خلال السنوات الماضية، إحدى العلامات البارزة في مشواره الدبلوماسي الثري، ما جعل وسائل الإعلام تصفه بأنه "مهندس العلاقات المصرية - الأوروبية".
وخلال عمله سفيراً في بروكسل - حيث مقر الاتحاد الأوروبي - وكذلك سفيراً في برلين، ساهم بشكل كبير في توطيد أواصر العلاقات بين بلده ودول الاتحاد الأوروبي.
كاتب وباحث
ولد بدر عبد العاطي في محافظة أسيوط (391 كيلومتراً جنوبي القاهرة) عام 1966، وكان متفوقاً في جميع مراحل دراسته، وحصل على بكالوريوسالعلوم السياسية عام 1987 من جامعة القاهرة، ثم عمل باحثاً في مركز الأهرامللدراسات السياسية والاستراتيجية، خلال الفترة من 1987 - 1989، وكتب مقالات ودراساتعدة في مجال السياسة الدولية.
وحاز درجة الدكتوراه في العلاقات الدولية من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة عام 2003، وذلك بعد حصوله على الماجستير في العلاقات الدولية من الجامعة ذاتها عام 1996. وفي عام 2003 عمل محاضراً بأكاديمية ناصر للعلوم العسكرية.
دبلوماسي بامتياز
تقدم عبد العاطي للالتحاق بالسلك الدبلوماسي عام 1988، وجاء ترتيبه الأول على دفعته. وخلال رحلته في وزارة الخارجية تولى العديد من المهام الدبلوماسية الحيوية التي جعلته يكتسب خبرات معمقة في ملفات عربية وغربية وأفريقية وآسيوية وشرق أوسطية بالغة الأهمية.
سيرة زاخرة
تزخر سيرته الذاتية بالعديد من المناصب الدبلوماسية المهمة، ومنها على سبيل المثال منصب نائب مساعد وزير الخارجية، والمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، ومدير إدارة الدبلوماسية العامة خلال الفترة من عام 2013 إلى 2015.
وكان عبد العاطي نائباً لمساعد وزير الخارجية لشؤون الاتحاد الأوروبي وغرب أوروبا، والمنسق الوطني للاتحاد من أجل المتوسط خلال الفترة من 2012 - 2013. وكان كذلك نائباً لرئيس البعثة في السفارة المصرية ببروكسل بين عامي 2008 و2012.
وبين 2007 و2008 شغل منصب مدير شؤون فلسطين في وزارة الخارجية، وعمل مستشاراً في سفارة القاهرة لدى واشنطن، وكان مسؤولاً عن ملفي الكونغرس والشؤون الأفريقية بين 2003 و2007، كما عمل في طوكيو، ونيويورك، وتل أبيب، والعديد من المدن حول العالم.
وستكون أمام عبد العاطي تحديات عدة في وزارة الخارجية في ظل حربين في الجوار، حرب السودان وحرب غزة، مع استمرار أزمة سد النهضة مع إثيوبيا، إضافة إلى تحديات عربية وإقليمية أخرى.