أعلنت الأمم المتحدة أن طرفي الحرب في السودان وصلا إلى جنيف للمشاركة في محادثات تقودها المنظّمة الدولية تستهدف التوسّط في وقف إطلاق نار محتمل لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية وتوزيعها وحماية المدنيين، لكنّها أضافت أنّه لم يحضر سوى طرف واحد في بداية المناقشات الخميس.
واندلعت الحرب في نيسان (أبريل) من العام الماضي بين الجيش السوداني وقوّات الدعم السريع بشأن دمج القوّات شبه العسكرية في الجيش ضمن عملية انتقالية نحو انتخابات حرة.
وأثارت الحرب موجات عنف بدوافع عرقية ألقيت مسؤوليتها إلى حد كبير على عاتق قوّات الدعم السريع. وتقول الأمم المتحدة إن نحو 25 مليون شخص، أي نحو نصف سكان السودان، بحاجة إلى مساعدات، والمجاعة تلوح في الأفق، في ما فرّ نحو 10 ملايين من منازلهم.
وذكر المتحدّث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في نيويورك أن المحادثات في جنيف جاءت بناء على دعوة من مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان رمطان لعمامرة. وقالت متحدّثة باسم الأمم المتحدة في جنيف إن الأطراف ستتفاوض عبر لعمامرة بدلاً من الاجتماع وجهاً لوجه.
وتابع دوجاريك "للأسف لم يحضر أحد الوفدين الجلسة التي كانت مقرّرة. واجتمع (لعمامرة) وفريقه في وقت لاحق مع الوفد الآخر كما كان مزمعاً". وأضاف أن لعمامرة دعا الجانبين لمواصلة المحادثات الجمعة.
ولم يفصح دوجاريك عن الطرف الذي لم يحضر المحادثات. وأوضح متحدّث آخر باسم الأمم المتحدة أن الوفدين في جنيف يضمّان ممثّلين كباراً لزعماء الطرفين.
ولم يرد الجيش على طلب للتعليق.
وفي خطاب ألقاه اليوم الخميس، رفض قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان المفاوضات ما لم تنسحب قوّات الدعم السريع من البنية التحتية المدنية والمنازل.
وقال في مقطع مصوّر للكلمة اطّلعت عليه " رويترز ": "كل ضرر أصاب السودانيين يجب أن نقتص من الفاعل هذا، يجب أن نأخذ لهم حقهم كامل... ولا تسمعوا مفاوضات في سويسرا ولا مفاوضات في جدّة ولا مفاوضات في أي مكان، إحنا مفاوضاتنا واحدة".
وهذا الجهد الذي تقوم به الأمم المتحدة هو الأحدث في سلسلة من محاولات الوساطة من جانب دول وكيانات مختلفة لم يفلح أي منها في تحقيق وقف دائم للقتال. وانهارت محادثات بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة جدة برعاية الولايات المتحدة والسعودية في نهاية 2023.
وقف إطلاق نار في مناطق
وواصلت قوات الدعم السريع الخميس محاولتها السيطرة على ولاية سنار، في إطار جهودها لتوطيد سيطرتها على وسط وغرب البلاد، ما أدّى إلى نزوح أكثر من 200 ألف شخص، وفقاً لوكالة الأنباء السودانية (سونا).
وقال دوجاريك "نحث الوفود السودانية على الارتقاء إلى مستوى التحدي والانخراط في مناقشات بناءة مع (لعمامرة) من أجل الشعب السوداني".
وبدأت الأربعاء محادثات يقودها الاتحاد الأفريقي بين الفصائل السياسية السودانية، رغم غياب أكبر تحالف مدني مناهض للحرب، الذي يحتج على ما قال إنه حضور لحلفاء للرئيس السابق عمر البشير.
ولفت دوجاريك إلى أن مناقشات لعمامرة "تسعى إلى تحديد سبل تعزيز المساعدات الإنسانية وإجراءات حماية المدنيين من خلال وقف إطلاق نار محتمل في مناطق، بناء على طلب مجلس الأمن".
وأكّدت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد الخميس أنّه لا يوجد حل عسكري لهذه الحرب.
وأضافت لـ"بي بي سي وورلد نيوز": "نشهد الأثر المدمّر لهذه الحرب بين جنرالين لا يهتمّان بالمدنيين... لا يوجد حل عسكري لهذه الحرب. يتعيّن أن يكون الحل سياسيا. ويتعيّن التوصّل إليه على طاولة المفاوضات".