قُتِل 65 شخصاً في مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور منذ السبت وحتى الاثنين، أكثر من ثلثيهم من الأطفال، نتيجة قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع، بحسب ما أفادت لجان محلية.
وأفادت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، وهي العاصمة الدارفورية الوحيدة التي تخرج عن سيطرة قوات الدعم السريع، بأن "مليشيات الدعم السريع قتلت خلال ثلاثة أيام فقط وسط المواطنين في مدينة الفاشر اكثر من 43 طفلاً و13 امراة و9 رجال".
وأضاف البيان أن "أكثر من 70 راجمة في يوم واحد ترجم بها مليشيات الجنجويد المستشفيات ومنازل المواطنين والجوامع والأسواق".
وفي هذا الصدد كتب حاكم إقليم دارفور مني مناوي عبر حسابه على موقع "إكس" الاثنين: "اليوم من أكثر الأيام دموية في الفاشر علي تجمعات مدنية في الجوامع والمستشفيات وخاصة المستشفى السعودي".
وتابع بأن قوات الدعم السريع جلبت "منظومة صاروخية قبل يومين عن طريق الجنينة (عاصمة غرب دارفور)... صمت المجتمع الدولي يعتبر فضيحة".
وبدأ مسلسل القصف المدفعي منذ السبت حين سقط 22 قتيلاً من إجمالي عدد الضحايا، بحسب ما قال مسؤول طبي بالمستشفى السعودي الذي استُهدف بقصف عنيف.
واندلعت المعارك في السودان في نيسان (أبريل) 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.
وأسفرت الحرب عن عشرات آلاف القتلى. وفي حين لم تتّضح الحصيلة الفعلية للنزاع، تفيد تقديرات بأنها تصل إلى "150 ألفاً" وفقاً للمبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو.
ونزح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان أو لجأوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع المعارك، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة. وتسببت المعارك بدمار واسع في البنية التحتية للبلاد، وخرج أكثر من ثلاثة أرباع المرافق الصحية عن الخدمة.
ومنذ مطلع أيار (مايو) تدور معارك عنيفة في الفاشر، المدينة الوحيدة الكبيرة في دارفور التي لم تسقط تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
وتحاصر قوات الدعم السريع المدينة التي يقطنها مئات آلاف السودانيين.
وكانت الفاشر شهدت هدوءاً نسبياً لأسبوعين بعدما هاجمت قوات الدعم السريع، في بداية الشهر الجاري، سوقاً في المدينة، ما أسفر عن مقتل 15 مدنياً.
ووفقاً لحصيلة نشرتها منظمة "أطباء بلا حدود" في 24 حزيران (يونيو)، أسفرت المعارك في الفاشر حتى ذلك التاريخ عن مقتل 260 شخصاً.
ويواجه طرفا النزاع اتهامات بارتكاب جرائم حرب لاستهدافهما عمداً المدنيين وعرقلة دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية.