استُهدف مخيّم زمزم للنازحين في دارفور بضربات جوية ليل الأحد بعد أيام على إصدار هيئة مدعومة من الأمم المتحدة تقريراً يفيد بأن الحرب في السودان تسبّبت بمجاعة فيه، وفق ما أفادت الإثنين منظّمتان غير حكوميتين.
وقالت "أطباء بلا حدود" في بيان إنّ "مخيّم زمزم قصف مساء الأحد".
من جهّتها، أشارت المنسقّية العامة للنازحين واللاجئين في دارفور إلى قصف "الطيران الحربي مخيم زمزم للنازحين" الذي يؤوي ما بين 300 ألف و500 ألف نازح.
والجيش السوداني هو الطرف الوحيد الذي يمتلك طيراناً حربياً.
بين هؤلاء النازحين كثر ممّن فرّوا من المعارك الضارية التي تشهدها مدينة الفاشر المجاورة، عاصمة ولاية شمال دارفور
والفاشر هي العاصمة الوحيدة لولايات دارفور الخمس التي لم تسيطر عليها قوّات الدعم السريع، وقد ظلّت بمنأى نسبياً عن القتال لفترة طويلة.
وأفادت المنسقية بأن ضربات الأحد دمّرت 20 منزلاً و"جرحت أربعة أطفال" وأدّت إلى "حالة من الخوف والهلع وسط النازحين في المخيم".
تأتي الضربات بعد بضعة أيام على إصدار هيئة تدعمها الأمم المتحدة تقريراً يفيد بأن المخيّم يشهد مجاعة.
وخلصت مراجعة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي التي تستخدمها وكالات الأمم المتحدة، إلى أن "المجاعة لا تزال مستمرة في تموز (يوليو) 2024 في مخيم زمزم".
وأشارت إلى أن "العوامل الرئيسية للمجاعة في مخيم زمزم هي النزاع وعدم القدرة على إيصال المساعدات الانسانية".
واندلعت المعارك في السودان في نيسان (أبريل) 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوّات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.
والمعسكران متّهمان بارتكاب جرائم حرب وبالاستهداف المتعمّد لمدنيين وبإعاقة وصول المساعدات الإنسانية.
وأسفرت الحرب عن عشرات آلاف القتلى. ونزح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان أو لجأوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع المعارك، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة.
ومع انزلاق البلاد إلى ما وصفته الأمم المتحدة بـ"واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في الذاكرة الحديثة"، تم تعليق غالبية عمليات الإغاثة بسبب العنف.