سعى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال زيارته إلى مصر اليوم الثلاثاء إلى دفع الجهود الرامية لإحراز تقدم في المحادثات المقررة هذا الأسبوع بشأن وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن، في ظل عدم التوصل إلى حل لقضايا الخلاف الرئيسية.
وتضمنت زيارة بلينكن للمنطقة اجتماعات في إسرائيل أمس الاثنين، وهو الآن في طريقه إلى قطر التي تساعد في التوسط في محادثات غزة منذ شهور إلى جانب الولايات المتحدة ومصر.
وقال بلينكن في تل أبيب إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل "اقتراحا أميركيا" يهدف إلى تضييق الفجوات بين الجانبين بعد توقف المحادثات الأسبوع الماضي دون انفراجة. وحث حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على أن تقبل أيضا المقترح كأساس لمزيد من المحادثات.
ولم ترفض حركة "حماس" المقترح بشكل صريح لكنها قالت في بيان "ما تم عرضه مؤخرا على الحركة، يشكل انقلابا على ما وصلت إليه الأطراف في الثاني من تموز (يوليو) الماضي"، دون مزيد من التوضيح، واتهمت إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة بإدارة المفاوضات بسوء نية.
وبحث الاجتماع تطورات الوضع في قطاع غزة حيث قتلت الحملة العسكرية الإسرائيلية أكثر من 40 ألف فلسطيني منذ تشرين الأول (أكتوبر)، بحسب السلطات الصحية الفلسطينية.
وبدأت الحرب في غزة في السابع من تشرين الأول، عندما اقتحم مسلحون من "حماس" جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة، وفقا للإحصاءات الإسرائيلية.
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء إنه انتشل جثث ست رهائن من جنوب غزة، مضيفا أن 109 رهائن لا يزالون في القطاع الفلسطيني، ويُعتقد أن ثلثهم تقريبا قد لقوا حتفهم بالفعل.
وفي غزة، قاتلت القوات الإسرائيلية مسلحين بقيادة "حماس" في المناطق الوسطى والجنوبية، وقالت السلطات الصحية الفلسطينية إن 39 شخصا على الأقل قتلوا اليوم الثلاثاء في ضربات إسرائيلية بما في ذلك على مدرسة تؤوي نازحين.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف مسلحين في مقر تابع لـ"حماس" بالمدرسة.
وقالت وزارة الصحة في غزة التي تديرها "حماس" اليوم الثلاثاء إنها لا تزال تنتظر وصول لقاحات شلل الأطفال بعد اكتشاف المرض في المنطقة حيث يعيش معظم الناس الآن في خيام أو ملاجئ بدون مرافق صحية مناسبة. ورددت دعوة من الأمم المتحدة الأسبوع الماضي لوقف إطلاق النار للسماح بحملة التطعيم.
اقتراح
وصف بلينكن المساعي الأحدث للتوصل إلى اتفاق بأنها "الأفضل على الأرجح، وربما تكون الفرصة الأخيرة". وقال إن اجتماعه مع نتنياهو كان بناء، مضيفا أنه يتعين على "حماس" قبول الاقتراح الذي يهدف لتقريب المواقف بين الجانبين.
ولم يوضح مسؤولون أميركيون ومن "حماس" ومصر وقطر مضمون الاقتراح أو كيف يختلف عن مقترحات سابقة. وقال بلينكن أمس الاثنين: "هناك مسائل تتعلق بالتنفيذ والتأكد من أن كل جانب يفهم بوضوح ما عليه فعله لتنفيذ التزاماته".
ورفضت حركة "حماس" تصريحات أميركية بأنها تتراجع عن الاتفاق، وقالت: "يعلم الإخوة الوسطاء في قطر ومصر أن الحركة تعاملت بكل إيجابية ومسؤولية في كل جولات المفاوضات السابقة، وأن نتنياهو كان دائما من يعرقل الوصول لاتفاق، ويضع شروطا وطلبات جديدة".
وأضافت: "نؤكد مجددا التزامنا بما وافقنا عليه مع الوسطاء في الثاني من تموز الماضي والمبني على إعلان بايدن وقرار مجلس الأمن، وندعو الوسطاء لتحمل مسؤولياتهم وإلزام الاحتلال بقبوله".
وينفي نتنياهو عرقلة التوصل لاتفاق.
وعلى مدى شهور دارت محادثات على نحو متقطع حول القضايا ذاتها إذ تقول إسرائيل إن الحرب لا يمكن أن تنتهي إلا بالقضاء على "حماس" كقوة عسكرية وسياسية في حين تقول "حماس" إنها لن تقبل إلا بوقف إطلاق نار دائم.
وهناك أيضا خلافات حول استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي داخل غزة، وخصوصا على امتداد الحدود مع مصر، وحرية حركة الفلسطينيين داخل القطاع وهوية وعدد المحتجزين الذين سيتم إطلاق سراحهم في اتفاق تبادل.
وتركز مصر بشكل خاص على آلية أمنية لمحور فيلادلفيا (صلاح الدين)، وهو الشريط الحدودي الضيق بين مصر وغزة الذي سيطرت عليه القوات الإسرائيلية في أيار (مايو).
وتعارض "حماس" ومصر وجود قوات إسرائيلية في هذا الممر لكن نتنياهو يقول إن هناك حاجة لهذه القوات على الحدود لوقف تهريب الأسلحة إلى غزة.
وقالت مصادر أمنية مصرية إن الولايات المتحدة اقترحت وجودا دوليا في المنطقة، وهو اقتراح قالت المصادر إنه قد يكون مقبولا للقاهرة إذا اقتصر على ستة أشهر كحد أقصى.
وقال الرئيس السيسي بعد لقاء بلينكن: "وقف إطلاق النار في غزة يجب أن يكون بداية لاعتراف دولي أوسع بالدولة الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين باعتبار ذلك الضامن الأساسي لاستقرار المنطقة".