أفاد بيان للرئاسة المصرية اليوم الأربعاء بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن القاهرة ترفض أي محاولات للتصعيد في المنطقة وأن مصر تدعم لبنان بعد هجوم أجهزة الاتصال اللاسلكية (البيجر).
وقتل تسعة أشخاص وأصيب ثلاثة آلاف تقريبا عند وقوع انفجارات متزامنة لأجهزة بيجر يستخدمها أعضاء "حزب الله" في لبنان أمس الثلاثاء.
وذكر بيان الرئاسة المصرية: "أكد السيد الرئيس رفض مصر لمحاولات تصعيد الصراع وتوسعة نطاقه إقليميا، مشيرا إلى ضرورة تحلي جميع الأطراف بالمسئولية".
وأضاف البيان أن السيسي جدد "دعم مصر للبنان... مشددا على حرص مصر على أمن لبنان واستقراره وسيادته. وقد تم التوافق على تكثيف الجهود المشتركة بين مصر والولايات المتحدة بهدف التهدئة وخفض التصعيد، على النحو الذي يضمن استعادة السلم والأمن الإقليميين".
ويزور بلينكن مصر أملا في دفع جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة وتعزيز العلاقات مع القاهرة.
كذكل، بحث السيسي مع بلينكن في سبل "تعزيز الجهود" بين مصر والولايات المتحدة وقطر التي تتوسط بين حركة "حماس" وإسرائيل للمضي في مفاوضات الهدنة في قطاع غزة.
وأعلنت الرئاسة المصرية في بيان أن السيسي استقبل بلينكن الذي يزور القاهرة و"تمّ تبادل وجهات النظر بشأن كيفية تعزيز الجهود المشتركة، بين مصر والولايات المتحدة وقطر، للمضي قدما في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين وتيسير إنفاذ المساعدات الإنسانية" الى قطاع غزة.
وقد اجتمع بلينكن مع السيسي الأربعاء في قصر الاتحادية بالقاهرة قبل إجراء محادثات مع وزير الخارجية بدر عبد العاطي ومسؤولين آخرين.
ووصل بلينكن صباحاً إلى القاهرة في زيارة خاطفة يبحث خلالها خصوصاً الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وهذه الزيارة، العاشرة لبلينكن إلى المنطقة منذ بدأت الحرب بين إسرائيل و"حماس" قبل نحو عام، تتميّز بأنّها لن تشمل إسرائيل ولا حتى أيّ دولة أخرى.
ويعترف المسؤولون الأميركيون سرّاً بأنّهم لا يتوقعون حدوث اختراق خلال المحادثات التي سيجريها بليكن في القاهرة الأربعاء.
غير أنّ الوزير الأميركي يريد من خلال زيارة مصر، الحليف الأساسي لبلاده، مواصلة الضغط باتجاه التوصّل إلى اتفاق.
وضاعفت واشنطن جهودها للتوصّل إلى اتفاق مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية المقرّرة في 5 تشرين الثاني (نوفمبر) وانتهاء ولاية الرئيس جو بايدن مطلع العام المقبل.
وتخشى الإدارة الأميركية أن يؤدّي قرب انتهاء ولاية بايدن إلى تبديد فرص التوصل لاتفاق وزيادة خطر اتساع نطاق الحرب.
وسيشارك بلينكن مع نظيره المصري بدر عبد العاطي، في "ترؤس افتتاح الحوار الاستراتيجي الأميركي-المصري".
وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر "نحن ملتزمون ونواصل العمل مع الوسيطين الآخرين في النزاع، مصر وقطر".
وأوضح أن المحادثات ستركّز بشكل خاص على "سبل التوصل إلى اقتراح نعتقد أنه سيحصل على موافقة الطرفين".
وأضاف "نريد، عندما نقدّم اقتراحاً، أن نعرف أنه سيتم قبوله".
ويهدف هذا الحوار الاستراتيجي، وفقاً لواشنطن، إلى "تعزيز العلاقات الثنائية وتعميق التنمية الاقتصادية، فضلا عن توطيد العلاقات بين شعبي البلدين من خلال الثقافة والتعليم".
وسيعقد الوزيران مؤتمراً صحافياً مشتركاً.
وكانت الخارجية الأميركية أعلنت أنّ بلينكن سيبحث مع المسؤولين المصريين "الجهود الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة يضمن إطلاق سراح جميع الأسرى ويخفّف معاناة الشعب الفلسطيني ويساعد في إرساء أمن إقليمي أوسع نطاقاً".
وتؤدي مصر إلى جانب كل من الولايات المتحدة وقطر دورا أساسيا في الوساطة الجارية لوقف الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس".
وترمي الوساطة الثلاثية الأميركية-المصرية-القطرية للتوصل إلى اتفاق يتيح إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة لدى "حماس" منذ هجومها على إسرائيل في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، وفي وقف العملية العسكرية التي شنّتها إسرائيل ردّا على الهجوم والتي أسفرت حتى اليوم عن مقتل عشرات آلاف الفلسطينيين.
وذكر مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أن بلينكن سيتوجّه من القاهرة إلى باريس غداً الخميس لعقد اجتماع مع وزراء خارجية فرنسا وإيطاليا وبريطانيا لبحث قضيتي الشرق الأوسط وأوكرانيا وقضايا أخرى غيرهما.
وأضاف المسؤول أن بلينكن سيجتمع أيضاً مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.