حذّر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك اليوم الخميس من القتال العنيف للسيطرة على مدينة الفاشر السودانية، محذّراً من أعمال عنف بدوافع عرقية إذا سقطت في أيدي قوات الدعم السريع التي تحاصرها.
وقال تورك في بيان: "على القتال أن يتوقّف فورا. كفى يعني كفى".
والفاشر واحدة من خمس عواصم ولايات في إقليم دارفور (غرب) وهي الوحيدة التي لم تسقط في أيدي قوات الدعم السريع التي تخوض معارك ضد القوات المسلحة السودانية منذ نيسان (أبريل) 2023.
عانت دارفور، وهي منطقة بمساحة فرنسا يقطنها حوالى ربع سكان السودان، من سنوات من أعمال العنف العرقية التي ارتكبتها ميليشيا الجنجويد التي شكّلت لاحقاً نواة قوات الدعم السريع.
أطلقت قوات الدعم السريع هجوما نهاية الأسبوع الماضي في الفاشر التي تعد حوالى مليوني نسمة، بعد حصار دام شهوراً.
وقال تورك: "بناء على تجربة الماضي المريرة، إذا سقطت الفاشر، هناك خطر كبير بوقوع انتهاكات بدوافع عرقية، بما في ذلك عمليات إعدام بإجراءات موجزة وعنف جنسي من قبل قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها".
وأعرب تحديداً عن قلقه بشأن مصير سكان مخيمي أبو شوك وزمزم للنازحين.
وقال إنَّ "الأشخاص في هذين المخيّمين يواجهون خطر التعرّض لهجمات انتقامية بناء على هوياتهم القبلية، سواء الحقيقية او المفترضة، على اعتبار أنهم يتحدرون من ذات المجتمعات التي يتحدّر منها قادة الحركات المسلحة الموالية للقوات المسلحة السودانية".
وأشار البيان إلى أن الأمم المتحدة وثّقت "أنماطا مروّعة من الانتهاكات ذات الدوافع العرقية، خصوصا ضد قبيلة المساليت" بعدما سيطرت قوات الدعم السريع على الجنينة وأردمتا في ولاية غرب دارفور العام الماضي.
وفي ظل تصاعد حدة المعارك للسيطرة على الفاشر، قال تورك إنَّ مكتبه سجّل "ازدياد حالات مقتل مدنيين نتيجة القصف والضربات الجوية من الجانبين".
وأفاد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أيضا بأنه وثّق عمليات إعدام بإجراءات موجزة وأعمال عنف على أساس النوع الجنسي وبلاغات عن عمليات خطف طالت خمس نساء على الأقل وعددا من الشبان في الفاشر.
وحضّ تورك "المجتمع الدولي، بما في ذلك عبر مجلس الأمن، على القيام بالتحرك اللازم والفاعل لحماية المدنيين في السودان، لا سيما تلك المجموعات المعرّضة على وجه الخصوص لخطر العنف المستهدف، وإلى ضمان احترام جميع الأطراف القانون الدولي".