أعلنت قيادة الجيش اللبناني مساء اليوم الاثنين، مقتل منسّق قضاء جبيل في حزب "القوات اللبنانية" باسكال سليمان، خلال محاولة سرقة سيارته من أفراد عصابة يحملون الجنسية السورية، قبل أن ينقلوا جثته إلى سوريا.
وقالت في بيان إنه "متابَعةً لموضوع المخطوف باسكال سليمان، تمكنت مديرية المخابرات في الجيش من توقيف معظم أعضاء العصابة السوريين المشاركين في عملية الخطف. وتبين خلال التحقيق معهم أن المخطوف قُتِل من قبلهم أثناء محاولتهم سرقة سيارته في منطقة جبيل، وأنهم نقلوا جثته إلى سوريا".
وأشارت إلى أنها تنسق مع السلطات السورية لتسليم الجثة، وتستكمل التحقيقات بإشراف النيابة العامة التمييزية.
وكانت مصادر أمنية لبنانية، أفادت "النهار" أن الجيش أوقف أربعة سوريين في حادث خطف المسؤول القواتي باسكال سليمان ويجري تقاطع المعلومات التي أدلوا في التحقيق الأولي بها تمهيدا لتوضيح ملابسات القضية ولمعرفة مكان وجود المخطوف والعمل على تحريره من الخاطفين بعدما اعترفوا بضلوعهم ومشاركتهم في عملية الخطف.
وكان الجيش أوقف تسعة أشخاص منذ ليل أمس من الجنسية ذاتها واستبقي واحد منهم موقوفا" لتتمكن المخابرات من توقيف ثلاثة آخرين اليوم متورطين في هذه العملية.
وذكرت مصادر قضائية أن التحقيق توصل إلى تحديد مكان وجود الخاطفين في منطقة القصر على الحدود اللبنانية السورية.
ويبدو أن أكثر من مجموعة من الأشخاص شاركوا في التخطيط لهذه العملية، حيث تم نقل سليمان إلى منطقة حدودية وتسلمته المجموعة الأخرى.
وجغرافياً تتداخل بلدة القصر بين لبنان وسوريا وتقع أقصى شمال شرق لبنان عند الحدود اللبنانية السورية، تبعد عن الهرمل 12 كيلومترا وعن العاصمة بيروت 160 كيلومترا. ومنازلها داخل الاراضي اللبنانية وأراضيها الزراعية داخل سوريا.
وتعتبر هذه البلدة نقطة وصل بين محافظة البقاع وبعلبك الهرمل وبين محافظتي عكار والشمال.
الحكومة تدعو لضبط النفس
وفي أعقاب ذلك، أصدر المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بياناً جاء فيه: "تبلغ دولة الرئيس مساء اليوم من الأجهزة الامنية المعنية نبأ مقتل المسؤول في حزب "القوات اللبنانية" باسكال سليمان الذي كان خطف مساء أمس".
ووفق البيان: "الأجهزة الأمنية كانت باشرت منذ انتشار نبأ اختطافه تحرياتها واستقصاءاتها لكشف الفاعلين والضالعين في الجريمة وإعادة المخطوف إلى عائلته سالما، لكن يبدو أن الجهات الخاطفة التي تستمر التحقيقات لكشف كامل هويتها، عمدت إلى تصفيته".
وأضاف: "إننا ندين ونشجب هذا العمل الإجرامي، ونتقدم بالتعازي من ذويه ومن حزب القوات اللبنانية ونشدد على استمرار التحقيقات لكشف الملابسات الكاملة وراء عملية الخطف والمتورطين فيها وفي اغتيال المخطوف وتقديمهم إلى العدالة".
واختتم البيان بالقول: "في هذه الظروف العصيبة، ندعو الجميع إلى ضبط النفس والتحلي بالحكمة وعدم الانجرار وراء الشائعات والانفعالات... رحم الله الفقيد وألهم ذويه الصبر".
"عملية قتل تمّت عن عمد"
من جهته، أصدر حزب "القوات اللبنانية" بياناً قال فيه: "بعد ما تبلغنا بأسف شديد ووجع كبير وغضب لامتناه نبأ استشهاد رفيقنا العزيز والغالي باسكال سليمان، نطلب من الأجهزة الأمنية والقضائيّة التحقيق الجدّي والعميق مع الموقوفين في هذه القضية، لتبيان خلفيتها الحقيقيّة".
وأضاف أن "ما سرِّب من معلومات حتى الآن عن دوافع الجريمة لا يبدو منسجماً مع حقيقة الأمر، إنما نعتبر استشهاد الرفيق باسكال سليمان عملية قتل تمّت عن عمد وعن قصد وعن سابق تصور وتصميم، ونعتبرها حتى إشعار آخر عملية اغتيال سياسية حتى إثبات العكس".
ولا تزال عدد من الطرقات في بيروت تشهد إقفالاً من قبل غاضبين، لا سيما أوتوستراد جبيل، في وقت دعا فيه "حزب القوات" في بيانه الجميع إلى "ترك الساحات وفتح الطرقات، خاصّة أنّ يوم الأربعاء هو أول أيّام عيد الفطر المبارك، والتهيئة لاستقبال حاشد لجثمان الشهيد بما يليق به، كما التهيئة لوداعه بحشود كبيرة تشكّل رسالة رفض لسياسة الأمر الواقع والخطف والاغتيال والقتل وإبقاء لبنان ساحة فوضى وفلتان، كما التهيئة للخطوات اللاحقة التي سنتّخذها".