ردّ "حزب الله" اليوم الأربعاء على مقتل قادة وعناصر في صفوفه أمس الثلثاء في بلدتي عين بعال والشهّابية بهجوم استهدف مركزاً عسكرياً إسرائيلياً، ما أسفر عن إصابة 18 شخصاً، في وقت ردت فيه إسرائيل بقصف شرقي لبنان.
وقال التنظيم اللبناني في بيان، إنّه شنّ "هجوماً مركّباً بالصواريخ الموجّهة والمسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة سرية الاستطلاع العسكري المستحدث في عرب العرامشة، في ما يسمى المركز الجماهيري، وأصابه إصابة مباشرة"، مشيراً إلى أنّ العمليّة أوقعت أفراد المقر بين قتيل وجريح.
ويضم المبنى أجهزة رصد ومراقبة واستخبارات ومليء بالضباط والجنود، وفق إعلام عبري. ولفتت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن غرفة عمليات الجيش التي قصفها "حزب الله" في عرب العرامشة يتواجد فيها بالعادة كبار الضباط، موضحةً أن التنظيم علِم بذلك.
من جهّتها، أفادت "هيئة البث الإسرائيلية" بأن 18 شخصاً أصيبوا بهجوم على مبنى في عرب العرامشة بصواريخ ومسيّرات أُطلقت من لبنان مع وجود إصابتين خطيرتين.
وذكرت "بديعوت أحرونوت" أن 6 جنود أصيبوا بجروح خطيرة في الهجوم و8 بجروح متوسّطة وخفيفة، وهذا ما أكّده الجيش الإسرائيلي.
وقال الجيش في بيان: "تم خلال الساعات الأخيرة رصد عدد من الصواريخ المضادة للدبّابات والطائرات المسيّرة تعبر الحدود من الأراضي اللبنانية في اتجاه قرية عرب العرامشة في شمال إسرائيل"، مضيفاً: "أصيب ستة جنود بجروح خطيرة، في ما أصيب اثنان بجروح متوسطة، ووصفت باقي الإصابات بالطفيفة".
"الجرأة النارية"...
وفي ما يتعلق بردود الفعل، قالت "القناة 12": "هناك أمران أساسيان يجب أن نضعهما نصب أعيننا على ضوء النتائج الصعبة لهجوم "حزب الله" اليوم في عرب العرامشة، الأول أنه يتعلم من الحوادث السابقة، ومن استمرار القتال في الشمال، يدخل للمعركة أدوات جديدة ويجربها، وهذا يترجم بالقذائف ثقيلة الوزن من نوع بركان والتي تزن عشرات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة، وقد رأينا استخدامها ضد قواعد الجيش الإسرائيلي".
وتابعت: "الثاني وهو ما يسمى الجرأة النارية، أي الدمج بين عدة أنواع من الأسلحة نحو نقطة معينة في آنٍ واحد للتغلب على الوسائل الدفاعية قدر الإمكان ولتحقيق إصابات دقيقة، وللأسف نجح في حادثة عرب العرامشة".
بدورها، أوضحت "يديعوت أحرونوت"، أن "الإصابات الخطيرة التي تسببت بها طائرات "حزب الله" بدون طيار تشير إلى المنحنى التعليمي للحزب، الذي يستفيد من المناطق "الميتة" التي لا تغطيها الرادارات أو وسائل الكشف البصري للاقتراب من المنطقة المستهدفة".
وأكدت أن "برمجة الطائرات بدون طيار التي ضربت عرب العرامشة تتطلب قدرات تقنية ومشغلين ذوي مهارات، وقد تعلم "حزب الله" ذلك".
وفي السياق، قرر إسرائيليون من المتبقين بمستوطنات في شمال البلاد مغادرة منازلهم بعد الهجوم على عرب العرامشة، وفق ما ذكرت قناة "كان".
وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم "أنّنا هاجمنا المواقع التي أطلقت منها النيران على بلدة عرب العرامشة".
وقد دوّت صفارات الإنذار في المنطقة 3 مرّات، حيث نقل إعلام إسرائيلي عن مصادر ميدانية أن "الضربات في عرب العرامشة تستهدف وحدات الإنقاذ التي تحاول مساعدة المصابين".
وأشارت إلى سقوط 4 صواريخ في البلدة المستهدفة من دون أن تتمكّن القبّة الحديديّة من اعتراضها.
وأوضحت القناة "12" أن "حزب الله أطلق صاروخين مضادين للدروع وبعد تحقيق إصابات، أطلق طائرتين مسيَّرتين".
وفي تداعيات الهجوم، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بفرض حظر على التجمّعات من 0 إلى 4 كلم من الحدود مع لبنان في الأماكن غير المحمية.
عمليات مستمرة...
وظهر اليوم، أعلن "حزب الله" استهداف ثكنة زبدين في مزارع شبعا بصواريخ "فلق" و"إصابتها إصابة مباشرة"، والتجهيزات التجسّسية في موقع الرمثا في تلال كفرشوبا اللبنانية بالأسلحة المناسبة.
ومنذ الصباح، أعلن "حزب الله" استهداف وحدة المراقبة الجوية في قاعدة ميرون بالصواريخ الموجّهة، و"إصابة تجهيزاتها وتدميرها"، "ردّاً على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية".
وكان "حزب الله" قد نفذ سلسلة عمليات من فجر الأربعاء حيث استهدف مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت بصاروخ بركان، محقّقاً "إصابة مباشرة" وتجمعاً للجنود في محيط موقع راميا بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية.
واستهدف مرّتين انتشاراً مستحدثاً لجنود الجيش الإسرائيلي جنوب ثكنة برانيت بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية.
وفجراً، قصف آلية عسكرية أثناء دخولها إلى موقع المطلة بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة وأقعوا من فيها بين قتيل وجريح.
من جهتها، قالت "القناة 12" الإسرائيلية إنَّ 4 صواريخ أطلقت من جنوب لبنان سقطت في مناطق مفتوحة بالجليل الغربي، دون أن وقوع إصابات.
غارات إسرائيلية...
في المقابل، استهدفت مسيَّرة إسرائيلية عصراً بثلاثة صواريخ مبنى يضم كاراجات ضمن حي سكني في بلدة إيعات المجاورة لمدينة بعلبك شرقي لبنان، بحسب الوكالة الوطنية.
وزعم سلاح الجو الإسرائيلي أن طائراته المقاتلة ضربت بنية تحتية لـ"حزب الله" إلى الشمال من بعلبك في شرق لبنان.
وجاء في بيان لسلاح الجو: "في وقت سابق هذا المساء، ضربت طائرات مقاتلة من سلاح الجو الإسرائيلي بنية تحتية مهمة لـ"حزب الله" تستخدمها منظومة الدفاع الجوي في المنظمة الإرهابية في شمال بعلبك".
وأشارت "إذاعة الجيش الإسرائيلي" إلى أن سلاح الجو قصف منطقة البقاع في العمق اللبناني رداً على قصف عرب العرامشة.
كما أغار الطيران الحربي 4 مرات مستهدفاً بلدة الخيام. واستهدفت غارة حربية أطراف دير ميماس لجهة العزية.
وذكرت "الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام" أن منطقة الضهيرة وأطراف علما الشعب ويارين ومروحين تعرّضت لقصف مدفعي إسرائيلي عنيف، ترافق مع تحليق للطيران الاستطلاعي والمسيّر في الأجواء. وقصفت المدفعية خراج السريرة ووادي برغز وسهل مرجعيون والأطراف الجنوبية لبلدة الخيام.
ونفّذ لطيران الإسرائيلي 3 غارات متتالية استهدفت منطقة حامول في الناقورة وبلدتي طيرحرفا ويارين- قضاء صور، مطلقاً عدداً من الصواريخ، واستهدف الناقورة بغارات حيث دمّر منزلاً مؤلفاً من طبقتين يعود لآل السيد.
واستهدفت دبّابة "ميركافا" أحد المنازل بشكل مباشر في الضهيرة التحتا. وقام الجيش الإسرائيلي بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة باتّجاه علما الشعب، الضهيرة والبستان في القطاع الغربي.
وشنّ الجيش الإسرائيلي غارة على عيتا الشعب بقرب مركز الهيئة الصحية، وقصف بالفوسفور أطراف علما الشعب والضهيرة.
وطال القصف المدفعي محيط بلدة راشيا الفخار. وصباحاً، استهدفت غارة جوية إسرائيلية أطراف بلدة عيتا الشعب.