النهار

هوكشتاين: لا سلام دائماً بين "حزب الله" وإسرائيل.. لكن نسعى إلى تفاهمات حدودية تخفّف التوتر
المصدر: النهار العربي
​ تحدث أموس هوكشتاين، كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الطاقة والاستثمار، في مقابلة مع مؤسسة "كارنيغي للسلام الدولي" عن أهمية الملف اللبناني للحدّ من احتمالات امتداد آثار الحرب بين إسرائيل و"حماس"، إضافة إلى الملف السعودي - الإسرائيلي من زاوية الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا.
هوكشتاين: لا سلام دائماً بين "حزب الله" وإسرائيل.. لكن نسعى إلى تفاهمات حدودية تخفّف التوتر
هوكشتاين متحدثاً للصحافيين بعد لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني، في 4 آذار (مارس) 2024 (أ ف ب)
A+   A-
واشنطن - أمل شموني
 
تحدث أموس هوكشتاين، كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الطاقة والاستثمار، في مقابلة مع مؤسسة "كارنيغي للسلام الدولي" عن أهمية الملف اللبناني للحدّ من احتمالات امتداد آثار الحرب بين إسرائيل و"حماس"، إضافة إلى الملف السعودي - الإسرائيلي من زاوية الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا.
 
نجاح الدبلوماسية
وقال هوكشتاين لمحاوره الدبلوماسي السابق آرون ديفيد ميلر، إن الاتفاق البحري بين لبنان وإسرائيل نجاح للدبلوماسية سينعكس على المحادثات المستقبلية لترسيم الحدود البرية بين الدولتين. وتحدث عن تعقيدات الساحة السياسية اللبنانية، مشدّداً على محاورته كل الأطراف للتوصل إلى ورقة لبنانية موحّدة، قبل الشروع في عملية المفاوضات بين الدولتين.
 
وأضاف أن المنطقة البحرية الاقتصادية اللبنانية لم تكن مهمّة قبل عام 2000، "لكنها تحولت إلى منطقة حيوية مع اكتشاف الموارد الطبيعية قبالة سواحل إسرائيل وقبرص ومصر، وصار لزاماً العمل على حلّ مسألة الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل"، مشيراً إلى أن ترسيم الحدود البحرية المعترف بها دولياً بين إسرائيل ولبنان ينعكس على المحادثات المقبلة بشأن الحدود البرية، "فالاتفاق كسر بعض الخطوط الحمر بين الدولتين". 
 
وبحسب هوكشتاين، يتركّز السعي حالياً على الحدّ من التصعيد الحدودي، كي لا يمتد الصراع إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط، "فالإسرائيليون و"حزب الله" وإيران لا يرغبون في توسيع الحرب، على الرغم من تبادل التهديدات والبطولات الكلامية بشأن ما يمكن طرفٌ أن يفعله بالآخر". إلّا أن الوسيط الأميركي حذّر من أن أي خطأ قد يؤدي بـالـ "ميني حرب" الجارية اليوم بين لبنان وإسرائيل إلى حرب أوسع نطاقاً، لا تصبّ في مصلحة أي طرف، مشيراً في هذا الإطار إلى أن التواصل جارٍ مع الجانبين لتجنّب هذا التصعيد.
 
أبعد من 1701
وتحدث هوكشتاين عن أهمية القرار 1701 الذي فرض "شبه هدوء استمر 18 عاماً"، غير أنه قال إن طرفي النزاع لن يتمكّنا من تنفيذه حالياً، والمطلوب العمل على اتفاق يعكس متطلبات المرحلة الحالية. 
 
أضاف هوكشتاين أن ثمة صعوبات تمنع العودة إلى ما قبل 6 تشرين الأول (أكتوبر)، بسبب الواقع الجديد على الأرض، فإسرائيل لن تقبل بوقف إطلاق النار فحسب، "وما يجري حالياً في الكواليس الدبلوماسية هو سعي إلى عقد اتفاق أوسع يتمّ في مراحل عدة، تنتهي بترسيم الحدود البرية بين لبنان إسرائيل"، على أن تشمل المرحلة الأولى وقف العمليات العسكرية والسماح لسكان شمال إسرائيل وجنوب لبنان بالعودة آمنين إلى منازلهم. 
 
وأشار  إلى أن الاتفاق لا يقتصر على الشقّ الأمني، إنما يقدّم رؤية مستقبلية لتعزيز الأمن والاقتصاد، ليكون قابلاً للحياة، مستدركاً أنه "لا يتوقع سلاماً دائماً بين "حزب الله" وإسرائيل، ولا أعتقد أن هذا مطروح". لكنه أشار إلى أن التوصل إلى مجموعة من التفاهمات يُقلّل من زخم الصراع، ويؤدي إلى الاتفاق على حدود معترف بها بين الفريقين، "وهذا يفيد لبنان، فواشنطن تسعى إلى اتفاق أمني يشمل دعم الاقتصاد وإعادة الاستقرار السياسي إلى لبنان، وهذا يقلّل من تأثير القوى الخارجية عليه".
 
التطبيع السعودي - الإسرائيلي
كذلك، تحدث هوكشتاين باختصار في موضوع التطبيع السعودي - الإسرائيلي المحتمل، فقال إنه يؤدي إلى تكامل حقيقي على الصعيدين السياسي والاقتصادي، "فهو خطوة تسدّ فجوة كبيرة في مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا الذي أُعلن عنه في قمّة مجموعة العشرين الأخيرة، والذي وضع خططاً مستقبلية للشرق الأوسط في مرحلة ما بعد النفط".
 
وأشار هوكستين إلى أن الشرق الأوسط يقف اليوم أمام خيارين متعاكسين تماماً: "المشروع الاقتصادي الكامل أو رؤية 7 تشرين الأول (أكتوبر)".
 
 

اقرأ في النهار Premium