أعلن الجيش اللبناني في بيان اليوم الأربعاء أن السفارة الأميركية في لبنان في منطقة عوكر تعرّضت إلى إطلاق نار من قبل شخص يحمل الجنسية السورية.
وأضاف: "ردّ عناصر الجيش المنتشرين في المنطقة على مصادر النيران ما أسفر عن إصابة مطلق النار، وتم توقيفه ونقله إلى أحد المستشفيات للمعالجة"، متابعاً: "تجري المتابعة لتحديد ملابسات الحادثة".
ولفت إلى أن وحدات الجيش المنتشرة في محيط السفارة تجري عملية تفتيش للبقعة المحيطة، وتعمل على تنفيذ الإجراءات الأمنية اللازمة لحفظ أمن المنطقة.
وقال مصدر أمني لـ"رويترز" إن أحد أفراد الفريق الأمني بالسفارة أصيب في الهجوم وإن الجيش اللبناني أصاب أحد المهاجمين في بطنه ويقوم بتمشيط المنطقة للعثور على مهاجمين آخرين.
وذكر مصدر قضائي لوكالة "فرانس برس" أن وضع مطلق النار حرج.
بدورها، أصدرت السفارة الأميركية بياناً، أوضحت فيه أن "صباح اليوم، تم الإبلاغ عن إطلاق نار من أسلحة خفيفة بالقرب من مدخل السفارة".
وأضافت: "بفضل رد الفعل السريع للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وفريقنا الأمني في السفارة، أصبحت منشأتنا وفريقنا آمنين".
وختمت: "التحقيقات جارية ونحن على اتصال وثيق مع سلطات إنفاذ القانون في البلد المضيف".
إلى ذلك، ذكرت معلومات صحافية أن منفّذ إطلاق النار ينتمي لتنظيم "داعش".
4 شاركوا بالهجوم
وفي وقت لاحق، أفاد مسؤول أمني لبناني بأن "4 مهاجمين شاركوا في الهجوم على السفارة الأميركية أحدهم قاد السيارة التي أقلتهم للمكان و3 أطلقوا النيران".
وأوضح أن "أحد المهاجمين قتل وآخر فر وثالث أصيب واعتقله الجيش".
"الوضع مستتب"
من جهّته، تابع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الوضع خلال اجتماعه مع وزير الدفاع موريس سليم، وأجرى سلسلة اتّصالات مع قائد الجيش العماد جوزاف عون وقادة الأجهزة الأمنية.
وتبلّغ رئيس الحكومة من المعنيين أن "الوضع مستتب والتحقيقات الكثيفة بوشرت لجلاء ملابسات الحادث وتوقيف جميع المتوّرطين".
وأجرى رئيس الحكومة أيضاً اتّصالاً بالمعنيين في السفارة للاطمئنان عن الوضع وعن العاملين في السفارة، نظراً لوجود السفيرة ليزا جونسون خارج لبنان.
حوادث سابقة
وفتح رجل النار في أيلول (سبتمبر) على السفارة الأميركية لكن الهجوم حينها لم يسفر عن وقوع ضحايا. وأعلنت السلطات اللبنانية توقيفه وقالت إنه عامل توصيل أراد "الانتقام" لتعرّضه للإهانة من قبل أحد عناصر الأمن.
وتزامن الحادث حينها مع الذكرى التاسعة والثلاثين لتفجير بسيارة مفخّخة استهدف مبنى تابعاً للسفارة في عوكر عام 1984، أدّى إلى مقتل 11 شخصاً وإصابة العشرات، وحمّلت واشنطن "حزب الله" اللبناني، المدعوم من طهران، المسؤولية عنه.
وانتقلت السفارة إلى هذه البلدة عام 1984 بعد تعرض مبناها السابق في منطقة عين المريسة في غرب بيروت لتفجير انتحاري ضخم بشاحنة مفخّخة في 18 نيسان (أبريل) 1983 أدى لمقتل 63 شخصاً. وتبنت الهجوم منظمة تطلق على نفسها اسم "الجهاد الإسلامي"، أكّدت واشنطن أنّها مرتبطة بـ"حزب الله".