دعا الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله على طول الحدود بين الدولة العبرية ولبنان، معرباً عن قلقه من خطر نشوب "صراع أوسع نطاقاً تكون له عواقب مدمّرة على المنطقة".
وقال المتحدّث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك في بيان إنّه "مع استمرار تبادل إطلاق النار حول الخط الأزرق، فإنّ الأمين العام يدعو الأطراف مرة أخرى إلى وقف عاجل لإطلاق النار".
والخط الأزرق الذي رسّمته الأمم المتّحدة بين لبنان وإسرائيل في العام 2000 عندما انسحبت القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، هو خط مؤقت يقوم مقام الحدود بين البلدين.
وأضاف أنّ غوتيريش يخشى أن "يؤدّي تبادل إطلاق النار هذا إلى نزاع أوسع نطاقاً تكون عواقبه وخيمة على المنطقة".
وأبدى الأمين العام أسفه "لأنّنا فقدنا بالفعل مئات الأرواح، ونزح عشرات الآلاف ، ودُمرت منازل وسبل عيش على جانبي الخط الأزرق".
وتصاعدت وتيرة التبادل اليومي لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني في الأيام الأخيرة، في خضمّ الحرب في الدائرة منذ ثمانية أشهر في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية التي يُعتبر حزب الله حليفاً لها.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أكّد الأربعاء أنّ الدولة العبرية "مستعدّة لعملية مكثفة للغاية" على حدودها الشمالية حيث أدّى إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة من قبل التشكيل اللبناني من جنوب لبنان إلى اندلاع حرائق عديدة في شمال إسرائيل بالقرب من الحدود.
يدين سقوط أكثر من 100 قتيل بالسودان
في سياق آخ، أعلنت الأمم المتّحدة الخميس أنّ أمينها العام أنطونيو غوتيريش "يدين بشدّة" الهجوم الذي أفادت تقارير بأنّ قوات الدعم السريع شنّته على قرية في ولاية الجزيرة بوسط السودان وخلّف "أكثر من 100 قتيل".
وقال ستيفان دوجاريك المتحدّث باسم غوتيريش في بيان إنّ "الأمين العام يدين بشدّة الهجوم الذي يُزعم أنّ قوات الدعم السريع شنّته ضدّ قرية ود النورة بولاية الجزيرة ويُزعم أنّه خلّف أكثر من 100 قتيل".
وأضاف أنّ الأمين العام يدعو طرفي النزاع إلى الامتناع عن شنّ أيّ هجمات ضدّ المدنيين.
وبحسب "لجنة المقاومة" بولاية الجزيرة، وهي واحدة من مجموعات عدّة في أنحاء السودان اعتادت تنظيم تظاهرات مؤيّدة للديموقراطية، فإنّ هجوم قوات الدعم السريع على قرية ود النورة "راح ضحيته ما يزيد على 104 من الشهداء وفق تواصل أولي مع أهالي القرية".
وأدّت الحرب التي اندلعت في السودان منتصف نيسان (أبريل) 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، إلى مقتل الآلاف بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في الجُنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة.
لكنّ حصيلة قتلى الحرب لا تزال غير واضحة فيما تشير بعض التقديرات إلى أنها تصل إلى "150 ألفاً" وفقاً للمبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو.
كذلك، أدّت الحرب الى معاناة 18 مليون سوداني من نقص الغذاء الحاد، من بينهم خمسة ملايين على حافة الجوع.
وفي بيانه أكّد دوجاريك أنّ الأمين العام "يشعر بقلق عميق إزاء المعاناة الهائلة للشعب السوداني بسبب استمرار الأعمال العدائية".
وأضاف أنّ الأمين العام يكرّر دعوته "لإسكات الأسلحة في جميع أنحاء السودان وسلوك الطريق المؤدّي إلى سلام دائم".
"قلق عميق" إزاء تصاعد العنف في ميانمار
كذلك، أبدى الأمين العام للأمم المتّحدة الخميس "قلقه العميق" إزاء تصاعد وتيرة العنف في ميانمار حيث أفادت تقارير عن مقتل عشرات المدنيين بنيران الجيش أثناء قتاله مناوئين لحكمه.
وقال المتحدّث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك في بيان إنّ "الأمين العام يشعر بقلق عميق إزاء تصاعد وتيرة العنف في سائر أنحاء بورما ويدين بشدّة الهجمات الأخيرة التي شنّها جيش بورما والتي أفادت تقارير بمقتل عشرات المدنيين، بما في ذلك في ولاية راخين".
واندلعت اشتباكات في ولاية راخين منذ تشرين الثاني (نوفمبر) حين شنّ متمردو جيش أراكان هجوماً على قوات المجلس العسكري الحاكم.
وأنهى هذا الهجوم وقفاً لإطلاق النار ظلّ صامداً إلى حدّ كبير منذ الانقلاب العسكري في 2021.