ارتفعت إلى 6 حصيلة قتلى "حزب الله" اللبناني بينهم 3 من السوريين العاملين مع الحزب، في القصف الإسرائيلي الجوي الذي استهدف رتل شاحنات في منطقة قريبة من القصير على الحدود السورية–اللبنانية، بحسب المرصد السوري لحقوق الاتسان.
وقال المرصد إن الحزب يسيطر على جانبيها، بينما لا يزال مصير عنصر سابع سوري الجنسية مجهولاً ولا يعلم إذا احترق جثمانه بشكل كامل نتيجة الاستهداف.
وتزامن الاستهداف الإسرائيلي مع انطلاق صواريخ الدفاع الجوي التابع للجيش السوري لمحاولة التصدي للصواريخ الإسرائيلية، إلا أنها فشلت في ذلك ووصلت الصواريخ لأهدافها، مما أدى لوقوع القتلى واحتراق الشاحنات.
وكان المرصد قد أفاد بأنه قُتل خمسة أشخاص قبل منتصف ليل الاثنين، بينهم ثلاثة سوريين يعملون مع "حزب الله"، في ضربات إسرائيلية استهدفت رتلا من الشاحنات التي كانت تدخل إلى لبنان من سوريا المجاورة.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 تشرين الأول (أكتوبر) في قطاع غزة، يتبادل "حزب الله" وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي.
وتأتي الضربات التي استهدفت رتل الشاحنات، على وقع ارتفاع وتيرة الهجمات المتبادلة مؤخرا بين إسرائيل والحزب الموالي لإيران.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس": "استهدفت ضربات جوية إسرائيلية رتل شاحنات في المنطقة القريبة من القصير الحدودية مع لبنان... أثناء توجه الرتل من سوريا إلى لبنان. وأدى الاستهداف لمقتل 5 أشخاص، 3 منهم من الجنسية السورية كانوا يعملون مع حزب الله واثنان لبنانيان".
وذكر أن خمسة أشخاص أصيبوا، لافتا إلى أن اثنين آخرين قد فُقد أثرهما.
وأضاف المرصد "بالتوازي مع ذلك، انطلقت صواريخ الدفاع الجوي السوري للتصدي للهجوم الإسرائيلي".
من جهته، قال مصدر عسكري لوكالة "فرانس برس" إن "ثلاثة على الأقل من عناصر حزب الله قُتلوا بتسعة صواريخ إسرائيلية استهدفت ناقلات نفط".
وأضافت أن هذه الضربات استهدفت أيضا مبنى في منطقة الهرمل اللبنانية، على بُعد نحو 140 كيلومترا من الحدود الإسرائيلية، "قرب محلة حوش السيد علي السورية، ودمرته بالكامل".
وقبل ساعات، كان "حزب الله" أعلن الاثنين إسقاط طائرة مسيّرة اسرائيلية فوق الأراضي اللبنانية.
وقال الحزب في بيان إنّ مقاتليه كمنوا "لمسيّرة من نوع هيرمز 900 مسلّحة بصواريخ لتنفّذ بها اعتداءات على مناطقنا" في الأجواء اللبنانية، وعند "وصولها إلى دائرة النار"، استهدفوها "بأسلحة الدفاع الجوّي ... وأصابوها إصابة مباشرة وتم إسقاطها".
وأعلن حزب الله خلال الأشهر الماضية إسقاط أربع طائرات مسيّرة اسرائيلية من نوع هيرمز 450 وهيرمز 900.
وأعلن حزب الله الاثنين أيضا استهدافه "بمسيّرات انقضاضية" مواقع عسكرية إسرائيليّة عدّة عبر الحدود، بينها "مقر قيادي" في الجولان السوري المحتل.
وتصاعد مستوى الضربات في الأسابيع الماضية بين اسرائيل وحزب الله، ما أسفر عن حرائق في جانبي الحدود اللبنانية الإسرائيلية وأثار مخاوف من حرب شاملة.
وكثّف حزب الله استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية بطائرات مسيرة، بينما صعّدت إسرائيل هجماتها الموجّهة مُستهدفةً بطائرات مسيّرة سيارات ودراجات لمقاتلين في حزب الله أو فصائل قريبة منه.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائرات حربية إسرائيلية قصفت مجمعا كبيرا لحزب الله في عمق لبنان.
ووفقاً للجيش، فإن المنشأة الموجودة في منطقة بعلبك تابعة للوحدة 4400 التابعة لحزب الله، والتي يقول إنها مكلفة بـ "حشد القوة اللوجستية"، بما في ذلك تسليم الأسلحة إلى لبنان وداخل البلاد.
وأوضح الجيش الاسرائيلي أنه "بالإضافة إلى ذلك، تم ضرب عدة أهداف أخرى لحزب الله، بما في ذلك مجمع عسكري ومبنيين، في عيترون (جنوب لبنان)".
ووفقا للجيش الإسرائيلي، فإن الضربات جاءت ردا على إسقاط حزب الله طائرة عسكرية بدون طيار فوق جنوب لبنان الإثنين.
وشهدت الحدود الجنوبية اللبنانية تزايد الأعمال القتالية على مدى الأسبوع المنصرم، إذ يهاجم الجيش الإسرائيلي وحزب الله مواقع خارج المنطقة الحدودية التي يتركز فيها تبادل إطلاق النار.
وخلال ثمانية أشهر من القصف المتبادل بين اسرائيل وحزب الله، أسفر التصعيد عن مقتل 462 شخصا على الأقل في لبنان بينهم نحو 90 مدنيا، وفق تعداد لوكالة "فرانس برس" يستند إلى بيانات حزب الله ومصادر رسميّة لبنانيّة. وبين القتلى نحو 300 مقاتل من حزب الله .
وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 15 عسكريا و11 مدنيا.